مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

الإمامة

صفحة 297 - الجزء 1

  إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ١٢٧} إلى قوله: {إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ١٢٨}⁣[البقرة]، ثم أخبر أن الأمة المسلمة التي استجاب الله فيها دعوة إبراهيم ~، وجعلهم شهداء على الناس، والشهداء على الناس الأنبياء ومن يخلف الأنبياء من الذرية التي جنبها الله عبادة الأصنام، وافترض مودتها، فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٧٧}⁣[الحج]. ثم ذكر الله تبارك وتعالى الذريةَ المصطفاة الطاهرة من ذرية إبراهيم التي استجاب فيها دعوته فقال: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} إلى قوله: {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ٣٧}⁣[إبراهيم]، فاستجاب الله تبارك وتعالى دعوة إبراهيم على لسان محمد صلى الله عليهما أجمعين، فقال: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ٢٣}⁣[الشورى]، وقال لإبراهيم ~: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}⁣[هود: ٧٣]، وقال لمحمد ÷: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب]، فلا تصلح الإمامة لمن عبد صنماً، لدعوة إبراهيم ~ لبنيه الطاهرين، فليس أحد من أهل بيت الطهارة والصفوة يشهد له رسول الله ÷ أنه خرج من لدن آدم # مِن ظَهْرٍ إلا وهو لنسبه الطاهر، حتى انتهت الطهارة في المولد إلى عبد الله وأبي طالب؛ لأن أمهما كانت واحدة، ثم شهد رسول الله ÷ لعلي بالطهارة، والحسن والحسين وفاطمة، حيث أردف عليهم الكساء، ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب]، ثم أنزل الله على نبيه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء]، فجمع بني عبد المطلب في الحديث المشهور وهم يومئذٍ أربعون رجلاً، فقال: يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رؤساء، ولا تكونوا أذناباً، فبدأهم بالنذارة قبل الناس كلهم، فقال: أيكم يجيبني إلى ما