الإمامة
  بعدي»، وبعث رسول الله ÷ أبا بكر بعشرِ آيات من براءة إلى مكة، فنزل عليه جبريل # فقال: «إنه لا يصلح أن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك» ثم لم يزل رسول الله ÷ يوليه ولا يوليِّ عليه، ولم تَجْر سنة رسول الله ÷ في علي أنه جعله تبعاً لأحد من الناس.
  ثم وجه إلى اليمن خالد بن الوليد على الجيش، فقال: «إن اجتمع الجيشان فعلي أمير الجيش»، ثم دعا له حين وجهه إلى اليمن أن يهدي الله قلبه ويثبت لسانه، ثم قال لهم: «إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله»، فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله؟ قال: «لا». قال له عمر: أنا يا رسول الله؟ قال: «لا، ولكنه خاصف النعل»، فأُخبر علي بذلك، فكأنه شيء قد سمعه من رسول الله ÷ قبل ذلك.
  ثم أمره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، وروي عن أبي أيوب، وعن ابن مسعود، وعن غير واحد من أصحاب رسول الله ÷، يقول أبو أيوب: قال لنا رسول الله ÷: «تقاتلون الناكثين والقاسطين والمارقين»، قلنا: مع من يا رسول الله؟ قال: «مع علي».
  قال ابن مسعود: إن رسول الله ÷ أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
  وروي عن النبي عليه وآله السلام في الخبر المشهور أنه قال: «يأتي قوم بعدي يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية». فإنما مرقوا على علي بالإسلام ومن كان مع علي.
  ثم أُمِر رسول الله ÷ أن يبلغ ما أنزل إليه من ربه، فكان من أكبر الإبلاغ عن الله الإمام الذي يستحق مقامه، ويؤدي عنه الدين الذي أكمله الله، فأخذ بيد علي في يوم غدير خم في حجة الوداع في آخر عمره فقال: «يا أيها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «فمن كنت مولاه فعلي