مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[القول بالولادة والمشابهة يستلزم إبطال الإلهية]

صفحة 469 - الجزء 1

  يَصِفُونَ ١٠٠ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ١٠١ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ١٠٢ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}⁣[الأنعام]، ومعنى خرقوا فهو: افتروا واخترقوا باطلاً وبهتاناً، وعماية وجهلاً وطغيانا.

  وتأويل {سبحان} ومعناها - فليعرف ذلك من قراها - إنما هو بعدان الله⁣(⁣١) وتعاليه عما قالوا به من اتخاذ الولد فيه، وقول القائل: سبحان إنما معناه: بعدان، كما يقال: بينك وبين ما تريد سَبْحٌ يا هذا بعيد، فالسبح هو البعيد الممتنع، والأمر المتعالي المرتفع.

  فما الذي هو أمنع⁣(⁣٢) وأبعد من أن يكون الله والداً أو يولد؟ وهذا فهو قول متناقض، محال داحض، لا يقوم أبداً في فكرة ولا وهمٍ، ولا يصح به كلام من متكلم.

  ولذلك من محاله وتناقضه وإبطاله ما يقول الله سبحانه تعالياً عن قولهم وبعداً: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}⁣[البقرة: ١١٦]، والمتخذ عند كل أحد فهو المستحدث⁣(⁣٣) المصطنع، وما اتُّخِذَ فاصْطُنِعَ فهو يقينا المحدث المبتدع، والوالد كما قد بينا في صدر هذا الكتاب كالمولود فيما لهما بالذات والطبيعة من الخاصية


(١) في نسخة: بُعْد الله.

(٢) ما معنى (أمنع) هنا؟ ومم اشتقت؟ المعنى: أن العقل يمنع تصديق أن يكون الله والداً أو ولداً ويحيل ذلك ويأباه أشد الإباء. وأمنع: مشتقة من المنع، يقال: منع يمنع منعاً، وكأن الإمام يتكلم هنا باصطلاح أهل الجدل والمنطق فهم يقولون: هذه القضية ممنوعة، وهذه القضية مسلمة، ثم يعقبون بدليل المنع، وهنا عقب الإمام المنع بدليله وهو التناقض ... إلخ. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).

(٣) في (أ): المحدث.