مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

السند إلى مؤلفات الإمام القاسم بن إبراهيم #

صفحة 49 - الجزء 1

  بفنائه، وبليت مع بلائه.

  وفي ذلك إذ كان كذلك دليل مبين وعلم ثابت صحيح يقين بأن النفس كثيرة عدداً، وأنها ليست شيئاً واحداً، فكل نفس فغير واحدة، ولكنها كثيرة ذات عدة، والله تبارك وتعالى فواحد فرد، وقوته فمفردة⁣(⁣١) ليس لها حد، ومن لم يكن واحداً فرداً ونهاية في الدرك صمداً كان منحاداً معدودا، وأشتاتاً متناهياً محدوداً.

  والباب الثالث من دركه سبحانه بمخايل الأوهام ففاسد لتشبيهه فيه بمتوهم مخايل الأجسام.

  والباب الرابع من دركه سبحانه بالظن فقد يمكن ويكون؛ إذ كانت قد تخطئ وتصيب الظنون.

  فصواب الظن في أنه قد⁣(⁣٢) يصيب فيه سبحانه، وخطأ الظن فيه فمنحَّى عنه مقطوعة الأسباب فيما بينها وبينه.

  والباب الخامس من دركه سبحانه بالدلالة فموجود لا يعنف، وصحيح ثابت في الألباب لا يختلف.

  والباب السادس من دركه سبحانه بحال واحدة مما عددنا ففاسد فيه تبارك وتعالى بما أفسدنا.

  والباب السابع من دركه سبحانه بكل ما عددنا وحددنا من الخلال فأحول ما يتوهم من وجوه المحال؛ لما يجمع مما لا يجتمع في حس ولا عقل ولا وهم، وفي ذلك أن يكون كذلك أعدم العدم.

  والباب الثامن من معرفته سبحانه بخلاف الأشياء كلها فلباب كل لباب، وأصح ما يدركه به سبحانه من خلقه أولو الألباب؛ لأنه إذا صح أنه غير مدرك سبحانه بدرك هذه الأشياء وأوصافها، وكان لا بد لمن أدرك هذه الأشياء دركاً


(١) في (أ): فمنفردة.

(٢) في (أ): فقد.