مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة البينة

صفحة 95 - الجزء 2

  فيرى كل من عمل مثقال ذرة من خير وشر ما قدم لنفسه من عمل في فجور أو بِرّ، كما قال سبحانه: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}، فتأويل يراه: فهو يجزاه.

تفسير سورة البينة

  

  وسألته ~ عن قول الله سبحانه: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ

  فـ {أَهْلِ الْكِتَابِ}: هم أهل التوراة، والتوراة: فهي الكتاب الذي نزل على موسى #، وأهله وحملته اليهود والنصارى، وهم أهل ملل كثيرة شتى، فاليهود منهم فرق كثيرة مختلفة، والنصارى أيضاً فأصناف كثيرة متصنفة.

  فمن اليهود: اليهودية، ومنهم فرقة يقال لها: السامرية، ومنهم فرق أخرى تعرف وتسمى.

  ومن النصارى: الملكية، ومنهم: اليعقوبية، ومنهم: النسطورية، في فرق أخرى تعرف أيضاً وتسمى، ولسنا نحتاج في هذا التفسير إلى ذكرها، ولا تفصيل ما هي عليه من أمرها، غير أنهم كلهم وإن افترقوا في مذاهبهم أهل الكتاب.

  والمشركون فهم: أهل الإثبات مع الله للآلهة والأرباب، وهم مشركوا العرب، ومن كان يُقِرُّ برب، ومن الناس من ينكر ويجحد أن يكون للأشياء رب يعبد، ويزعم أن الأشياء لم تزل كما ترى، ولا يُثْبِتُ في الأشياء تدبيراً ولا أثراً، فيكابر في ذلك عماية وجهلاً ما يدركه بعينه عياناً وقِبَلاً من الصنع النير والتأثير، والبدع المتقن ومحكم التدبير، الذي لا يخفى على عمي ولا بصير وإن لم يقر