تفسير سورة العلق
  إلى الله، فليس لهم أن ينهوا عن شيء من ذلك إذا كان عندهم كذلك، ومن يفعل ذلك أو عمل به فقد كذب فيه قوله بفعله، وصار إلى ما لا مرية فيه عنده من جهله، وتولى عما كان من الإقرار لله عليه بتركه لما كان مقراً لله بالحق فيه، فشهد على نفسه(١) لله بكفره، وثبتت(٢) عليه فيه الحجة باعترافه وإقراره، فبان منه الكفر، وانقطع عنه العذر، فلا عذر له عند نفسه ولا اعتذار، ولا خفاء لكفره ولا استتار.
  وكذلك كل من أسلمه الله إلى الباطل وحيرته ولبسه وحجة الله قائمة عليه في الحق بنفسه، وفي إقراره من ذلك بما يقر حجةٌ لله عليه فيما ينكر.
  وسواء قيل: اقترب أو تقرَّب، معناهما واحد في التقرب. والسجود فهو السجود الذي يكون بعد الركوع، وليس بسجود التذلل والخضوع، وكلا الوجهين فقد يدعى سجوداً وبراً إذا كان ممن هو فيه بَيِّنا موجوداً.
  وتأويل {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ١٩}: فمن السجود والصلاة، وتأويل {وَاقْتَرِبْ}: فمن التقرب مما تقَرَّب به من الحسنات، وسواء قيل: اقترب أو تقرَّب، معناهما جميعاً اقترب، وأحد ذلك كله فيما يقال به فيه فصواب.
(١) في المطبوع والمصابيح: فتشهد عليه نفسه.
(٢) في المطبوع والمصابيح: وتثبت.