تفسير سورة التين
تفسير سورة التين
  
  وسألته ~ عن تفسير: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ١ وَطُورِ سِينِينَ ٢ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ٣}؟ فقال:
  فالتين: فهو هذا التين المأكول، والزيتون: فهو هذا الزيتون المعلوم، وقد ذكر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~: أن التين والزيتون هو: التين الشامي خاصة وزيتونه، وذلك لما جعل الله للشام من التقديس والبركة، وفي الشام ما يقول موسى # لبني إسرائيل: {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ}[المائدة: ٢١]، وما ذكر الله من طور سينين فهو: الجبل الذي كلم موسى منه رب العالمين.
  و {الْبَلَدِ الْأَمِينِ ٣} فهو: الحرم الذي على كل حد من حدوده رضم من الحجارة، وعلم فُصِلَ به بين غيره وبينه؛ ليعرف بذلك ما هو منه.
  وإنما أقسم الله سبحانه من الأشياء بما أقسم من القسم لما جعل فيها من الآيات والبركات والكرم، وإنما يقسم أبداً المقسِم بما يجُلُّ من الأشياء ويكرم، وكرمُ ما ذكر الله من هذه الأشياء فما ليس به عند من يعقل من خفاء، فمن كرم التين والزيتون ما جعل الله فيهما من المنافع والطعوم، وكرم طور سينين وبركته ما كان من مناجاة الله تبارك وتعالى لموسى # في بقعته، وفي ذلك ما يقول سبحانه: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ}[القصص: ٣٠]، فذكرها سبحانه بما جعل فيها من التقديس والبركة، وفي ذلك ما