تفسير سورة الشرح
  أو كل إنسان فَرَذْلٌ(١) ليس له كمال [ولا فضل](٢) كما قال الله سبحانه {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ٦}.
  فكل ما لم يدخله مَنٌّ [من] العطايا والجود، وذلك فما لا يوجد أبداً إلا في عطايا الله الجواد الكريم، وكل عطاء أعطاه معطٍ سوى الله من حميد أو ذميم فليس يخلو من أن تدخله مِنَّةٌ وامتِنَانٌ وإن لم ينطق بالمنة فيه لسان؛ لأن من وهبه وأعطاه لم يعطه إلا بعد أن تكَلَّفه وعاناه، والله يعطي من يعطيه بغير معاناة من الله ولا تكلف فيه، وكل معطٍ سوى الله فإنما يعطي ما أعطى من رزق الله، وإنما يعطي مما قد جعله الله له وما هو لله تبارك وتعالى، فنحمد الله الذي لا شريك له الذي يعطي فلا يُعطى، والذي لا يعطي معطٍ سواه إلا ما أعطاه(٣).
تفسير سورة الشرح
  
  وسألته ~ عن تفسير: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ١ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ٢ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤}؟
  فقال: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ١}، فشَرحُه هو: توسيعه لصدره ÷، وفسحه لما كان يضيق عنه كثير من الصدور فيما حمل من التبليغ والأمور، ومِنْ شرح الله أيضاً لصدره تيسيرُه في الدين لأمره، وما أعطاه فيه من معونته ونصره.
(١) الرَّذل والرَّذيل والأرذل: الدون من الناس، وقيل: الدون في منظره وحالاته، وقيل: هو الدون الخسيس، وقيل: هو الرديء من كل شيء. (قاموس).
(٢) ما بين المعقوفين من المصابيح.
(٣) في المطبوع والمصابيح: أعطى.