تفسير سورة الليل
  وتأويل {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ١٠} هو سنصيره من الإهانة والعقاب إلى ما سوف يرى.
  وتأويل {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ} فهو: وما ينفعه في الغنى ماله {إِذَا تَرَدَّى ١١} تأويله: إذا هلك وردي بعد أن كان قد أرشد وهدي، وما أغناه من دنياه وملكه الله إياه، فجعله الله له فهو لله قبله، ألا تسمع كيف يقول في ذلك تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ١٢ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ١٣ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ١٤}، وما كان من النيران يتلظى فهو أشدها لهباً وسعيراً، وأَنْكَرُها في الحَرِّ والتحريق مصيراً.
  ثم أخبر تبارك وتعالى من يصلاها، والإصلاء فهو: التحريق فيها، فقال: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ١٥ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٦}، كذب بالجزاء والمثوى، وتولى عن البر والتقوى، ثم أخبر سبحانه أن سيجنب هذه النار المتلظية مَن اتقى، فقال جلَّ ثناؤه: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ١٧ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ}، يؤتي: يعطي ماله، {يَتَزَكَّى ١٨} تأويلها: ليطيب بها عند الله ويزكى، {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ١٩}، تأويله يريد: يكأفأ، {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ٢٠ وَلَسَوْفَ يَرْضَى ٢١} بما يُعطى ويُجزى، إذ أعطى ما أعطى لابتغاء وجه ربه، وما أراد من رضاه به.