تفسير سورة الشمس
تفسير سورة الشمس
  
  وسألته ~ عن تفسير: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ١ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ٢}؟
  والشمس: هي الشمس في عينها ونفسها واستدارتها، وضحاها: فهو ما يُرى من علوها في السماء وظهورها واستنارتها.
  وتأويل {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ٢} فهو اتصاله بها، وجيئته وراءها متصلاً نوره بنورها، وظهوره في الضوء بظهورها، وما أبين ذلك وأنوره وأعرف ذلك وأظهره في الليالي الغر من ليالي كل شهر، فنوره حينئذٍ بنورها متصل، ليس بين نورهما فرقة ولا فصل، وهي ليالٍ بيضٌ مسفرة، مضيئة ساعاتها منيرة، عظمت في النعمة والقدر، فقيل عن النبي ÷: «إن صيامها كصيام الدهر»، وهي ليلة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وهي ليالٍ جعلها الله كلها مضيئة مقمرة، وصَلَ اللهُ ضوءَ نهارها بضوء ليلها، فكان ذلك من عظيم النعمة فيها وجليلها، فسبحان مَن وصل وفصل بين الأمور، فوصل منها بين نور عظيم ونور.
  {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ٣} فهو إذا أظهرها النهار وأضحاها؛ لأنها لا تضحى أبداً بإظهار إلا فيما جعلها الله تضحي فيه من النهار، وكذلك سبحانه دبَّرها في مقدارها، وبذلك قدرها في مسيرها ومدارها، وفيها ما يقول سبحانه: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ٤٠}[يس]، فكلُّهم جميعاً في فلكٍ - وهو: المدار - يطلعون ويغربون، فليلُ الشمس والقمر عند كل أحد فغير نهارهما، وأنهما يدوران جميعاً بالليل والنهار في مدارهما، والليل كما قال سبحانه فلا يمكن أن يسبق النهار، وإن كان