تفسير سورة النازعات
تفسير سورة النازعات
  
  قال الله سبحانه: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ١ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ٢ وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا ٣ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ٤ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ٥}.
  {النَّازِعَاتِ} فيما أرى - والله أعلم -: فهن السحائب المنتزعات لماء الأمطار من البحار والأنهار، ومما في الأرض من الندوة والبخار، وكذلك صح في الروايات والأخبار.
  معنى {غَرْقًا}: مغرقات لما أمطرن، وكذلك المغرق من كل شيء أيضاً: الناهي فيه، تقول: أغرق في النزع، وهن {وَالنَّاشِطَاتِ} في نزعهن {نَشْطًا}، والنشط والإغراق: هو القوة في النزع والصب، ومما ينتزع من المنتزع صكاً.
  ومعنى تنشط الماء: فهو تحيده وتطلعه، ونشطاً: مصدر كمصادر الكلام، {وَالسَّابِحَاتِ}، هن: السحائب يسبحن في الهواء سَبْحاً، كما يسبح في الماء من كان سابحاً يميناً ويساراً، وإقبالاً وإدباراً، كما أراد الله ø وشاء.
  {سَبْحًا}: مصدرٌ أيضاً، وهن أيضاً السابقات بالمطر والغيث برحمة الله وفضله، غير مسبوقات بإمساك الله للمطر لو أمسكه عن الأرض وأهلها بعدله.
  وقد يكون السابقات هو: البرق؛ لأن البرق أسرع شيء خفقاً، وأحثه اختطافاً وسبقاً، والسحائب أيضاً فهي: المدبِّراتُ بما جعل الله من الغيث فيهن للشجر والثمار والنبات، وفيما ذكرنا من هذا أعجب عجيب، لكل ذي حكمة ونظر مصيب.