مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

تفسير سورة النازعات

صفحة 130 - الجزء 2

  قيل: والمعنى في {الْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ٥}: الملائكة.

  {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ٦ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ٧} الراجفة: القيامة، سميت راجفةً لهولها، يقال: نزل ببني فلان رجفة، والرادفة: مردفة بهول يتبع هَوْلاً.

  {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ}: ذلك اليوم، {وَاجِفَةٌ} أراد: مضطربة، {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ٩}: منكسة، {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ١٠}: أولئك الذين كانوا يقولون، أراد يكذبون بالرد لهم في الحافرة، هم الذين تخشع أبصارهم وتذل، و {الْحَافِرَةِ}: التي تحفر على السرائر وتظهرها، {إِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً ١١}: تعجبٌ منهم أنهم لا يرجعون إذا صاروا عظاماً نخرة، والنخرة: البالية الدامرة.

  ثم قالوا: {تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ١٢} أرادوا: نطفة خاسرة، رد الله تكذيب قولهم بقوله ø: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ١٣} تحقيقاً أنها كانت مثَلٌ للزجرة، الزجرة - والله أعلم -: مثل مضروب للحياة بعد الموت، كما يفزع النائم بالزجرة من الصوت.

  {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ١٤}: المتعبة لمن هو فيها، تقول: فلان ألحق بالساهرة، أي: لم يخبر به.

  قوله ø: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ١٥ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ١٦ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ١٧ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ١٨ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ١٩ فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى ٢٠}، قال: {هَلْ}: خبرٌ من الله ø، ولفظه لفظ الاستفهام، ومعناه: التوقيف على الخبر والإفهام، كأنه قال: