تفسير سورة النازعات
  قد أتاك خبر موسى.
  ومعنى {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ} فكذلك يقول الله ناداه، وأنه أوجد كلاماً به خاطبه وناجاه، والواد المقدس: هو المكرم المنزَّه المعظَّم، وهو طوى.
  ثم قال: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ١٧}، أي: جاوز قدره وعلا وطمى، وخرج إلى الظلم والجهل والعمى، فقال: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ١٨} هل لك هو: ترغيب في الخير والهدى.
  ومعنى قوله: {إِلَى أَنْ تَزَكَّى ١٨} هو: الترغيب في التزكي والطهارة من قذر الدنيا وقبائح ما كان عليه من الكفر والردى.
  ومعنى قوله: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ} أي: أدلك إلى ربك، فيدخل في قلبك الخوف لسيدك.
  {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى ٢٠} أي: الدلالة العظمى، ومعنى قوله: {فَحَشَرَ فَنَادَى ٢٣} أي: جمع أصحابه ثم نادى {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ٢٤}، والفاء بمنزلة ثم؛ لأنهما من حروف النسق والعطف.
  ومعنى قول فرعون اللعين: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ٢٤} يريد: أنا سيدكم الشريف المرتفع في القدر والعلا، والرب عند العرب: السيد، قال الشاعر:
  أم غاب ربُّك فاعترتك خصاصة ... فلعل ربَّك أن يؤوب مؤيدا
  ومعنى قوله: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ٢٥} فالأخذ هو العذاب من الله ø، عذب عدوه عذاب الآخرة والدنيا.
  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ٢٦} هي: الموعظة والتذكرة، قال الشاعر: