باب الوضوء
  وفيه إن شاء الله ما شفى وكفى لمن كان للحق من نفسه منصفا.
  وفي القيام في الأمر المفروض الصلوات لا فيما يتقرب به إلى الله من النوافل المتطوعات ما يقول جل ثناؤه وتباركت بقدسه أسماؤه: {فَإِذَا أَمِنْتُمْ}(١) [البقرة: ١٩٦]، يعني سبحانه: من الخوف فكنتم آمنين: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ٢٣٨}[البقرة]، وفي الافتتاح للصلاة والتكبير(٢)، وفي التخفيت بالصلاة والتجهير بعد افتتاحها وتكبيرتها الأولى ما يقول فيها سبحانه لمن صلى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ١١٠}[الإسراء]، يقول سبحانه: اطلب من القول بين الإخفات والجهر قبلا، فأمر الله سبحانه رسوله ÷ في الصلاة بالواسط بين الجهر والإخفات من القراءة، اختيارا منه سبحانه في الأشياء للأوساط على التقصير فيها والإفراط، لأن الإخفات فيها شبيه بالسر والضمير المكتوم، والإجهار الفاحش من الأصوات شبيه بالتنكير المذموم.
  ألا تسمع لما ذكر الله سبحانه من قصص حكمة لقمان، وما نزل الله لرضاه بها منها في منزل القرآن، إذ يقول لابنه فيما يأمره به: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ١٩}[لقمان]، فلما كان رفع الصوت في غير
(١) في المخطوط: {وإذا آمنتم}.
(٢) هل «حافظوا» تتمة لـ «فإذا أمنتم» فكيف يكون المعنى؟ هو تتمة، والمعنى: فإذا أمنتم فصلوا كما عزم الله عليكم في قوله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ...}، وهذا في الفرائض المفروضات، لا في النوافل فالترخيص فيها والتخفيف سنة. (من خط السيد العلامة المجتهد محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله).