الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

كتاب: القسامة

صفحة 509 - الجزء 2

  واحتمل خلافه، وهو المختار، وذلك لأن الأرواح بيد الله تعالى في قبضها وإرسالها وهو العالم بما هو مخوف، فاذا فات الروح انكشف لنا أنه مخوف فيكون تصرفه من الثلث.

  ومن أيس من حياته صار في حكم الميت، كمن يعالج النزع، وقد شخص طرفه وابيضت عيناه أو يكون في بحر أو في ماء عظيم، وقد علاه الماء وهو لا يحسن السباحة أو قطع حلقومه أو مرية أو خرجت حشوة بطنه، أو قطع نصفين وهو يتكلم فقد حكي أن رجلا قطع نصفين وهو يعاتب من فعل به ذلك، فمن هذه حاله، لا حكم لكلامه، وإذا جنى أو جني عليه، فلا شيء لذلك ولا تصح توبته وهذه الحالة هي التي ذكرها الله تعالى حيث قال: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّآتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ}⁣[النساء: ١٨].

  وهذه الحاله هي حالة اللص فرعون اللعين حيث أظهره الله على نجوة من البحر، فقال: أمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين.

  فأراد الله فضيحته وأكذبه في دعواه الإلاهية برؤية بني اسرائيل له على تلك الحالة، كما قال تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}⁣[يونس: ١٩٢].

  اللهم ارزقنا البشارة برضوانك عند الموت برحمتك.

  ومن الأمراض المخوفة الحمى المطبقة بعد اليومين، فأما فيها فتصرفه من جميع المال لأن قواه لا تضعف في العادة في هذا الوقت.

  وأما حمى الغب وهو الذي يأتي يوماً وينقطع يوماً، وحمى الربع الذي تأتي يوما وتنقطع يومين ثم تأتي [في]⁣(⁣١) الرابع، فليس بمخوف وإن طال إلا أن


(١) في: سقط من ب.