فصل: كيفية وضع اليد على الفخذ عند التشهد
  الثاني: أن يضعها على فخذه اليمنى مقبوضة الأصابع، إلا المسبحة، لما روى ابن عمر أن الرسول ÷: كان إذا قعد للتشهد وضع يده اليمنى على ركبته اليمني وقعد ثلاثاً وخمسين، وأشار بالمسبحة.
  القول الثالث: أن يقبض الخنصر. والبنصر، ويحلق بالإبهام، والوسطى، ويشير بالمسبحة، لما روى وائل بن حجر أن الرسول ÷ فعل هذا كأنه عاقد على ثلاثة وعشرين.
  القول الرابع: أن يعقد الخنصر والبنصر، والوسطى، ويبسط الإبهام والمسبحة، يشير بها، لما روى أبو حميد الساعدي: أن الرسول ÷ فعل ذلك. فهذه الأخبار تشير أن الرسول ÷ فعل جميعها تسهيلاً، فكلما فعله المصلي فقد أتى بالسنة، والسنة أن لا يجاوز بصره إشارته بأصبعه.
  ورواية ابن الزبير: أنه لا يحركها، روى ذلك عن الرسول ÷، وهو المختار: إذ لا فائدة فيه. [ورواية ابن عمر] عن الرسول ÷ أنه كان يحركها، ويقول: «إنها مذعرة للشيطان».
  وقال الطحاوي: في التشهد أنه يختار لنفسه تشهداً، كما يختار عالماً للتقليد في المسائل العملية. وم بالله لا يثبت في التشهد قوله: وبالله، ولا قوله: وحده لا شريك له.
  والمختار ما قاله م: في التشهد، والكل مصيب، لكن الغرض في الأفضل، اتباع قوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}[الزمر: ١٨]. وقوله: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ}[الزمر: ٥٥].
  وروي عن ابن عباس، وابن مسعود آن معنى التحيات لله: العظمة لله، وعن أبي عمر بن العلا: الملك لله، وعن بعضهم يعني: سلام الخلق، مأخوذ من قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ}[الأحزاب: ٤٤]، وأما قوله: الصلوات لله، فأراد الفرائض، والنوافل مضافة إلى الله سبحانه لاستحقاقه العبادة بها. وأما