باب صلاة الاستسقاء
  ويستحب أن يخرج من في البلدة من أهل البيت، ومن كان من أهل الفضل والدين والعلم منم؛ لأن عمر بن الخطاب استسقى بالعباس، وقال اللهم إنا كنا إذا قحطنا توسلنا إليك بنبينا فسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فسقوا. وإن لم يكن أحد من صلحاء أهل البيت فبغيرهم من أهل الصلاح، لما روي أن معاوية استسقى بيزيد بن الأسود، وقال: اللهم إنا نستسقي إليك بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنا نستسقي إليك بيزيد بن الأسود، ارفع يديك فرفع يزيد يديه، فرفع الناس أيديهم، فثارت سحابة من المغرب، كأنها ترس، وهبت لها ريح فسقوا حتى كاد الناس لا يبلغوا منازلهم.
  ويستحب إخراج المشائخ والصبيان، ومن لا هيبة له من النساء، لقوله ÷: «لولا مشائخ ركع». الخبر، ولأن الإنسان إذا كبر سنه تساقطت ذنوبه لما روي عن الرسول ÷: «إذا بلغ الرجل ثمانين سنة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر». ومن قل ذنبه رجى إجابة دعوته، ولهذا روي أن موسى - صلى الله عليه. خرج يستسقي فأوحى الله تعالى إليه أن قل لبني إسرائيل: من كان له ذنب فليرجع، فنادى فيهم موسى بذلك، فرجع الناس كلهم حتى لم يبق إلا رجل أعور، فقال لا له موسى أما سمعت النداء، فقال: بلى، فقال: أمالك ذنب؟ فقال: لا، نظرت بهذه العين مرة إلى امرأة فقلعتها. فدعا موسى صلى الله عليه وأمن الأعور على دعائه، فسقوا. وفي إخراج البهائم تردد.
  المختار: إخراجها، لما روي أن قوم يونس لما أتاهم العذاب جاءوا إلى يونس # فقر منهم غيظاً، لما كذبوه، ففرقوا بين النساء وأطفالهن، وبين البهائم وأولادهن، ثم دعوا وكثر الضجيج والصباح، فرحمهم الله، وصرف عنهم العذاب.