الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

باب الدفن

صفحة 211 - الجزء 1

  إنه⁣(⁣١) في البقيع في المسجد الذي يصلي فيه الناس على جنائزهم. وبقيع الغرقد مقبرة المدينة.

  وإنما لم يؤذن أمير المؤمنين أحد بموتها، لأنها أوصته بذلك. ودفن أمير المؤمنين ليلاً خوفاً من بني أمية؛ لأنهم كانوا ينبشون قبور أعدائهم، وكانت الدولة لهم بالعراق. وكان على # في شدة العدواة لهم بالسيف واللسان تقرباً إلى الله تعالى.

  واختلف في قبره.

  فقيل: في رحبة مسجده بالكوفة.

  وقيل: هو في مسجد الجامع بالكوفة والذي عليه القاسم والناصر وجعفر الصادق أنه مدفون بالغرى، وهو مسجده الذي يزار فيه اليوم.

  ويروى أن عثمان دفن ليلاً.

  ومن مات بمكة استحب له أن يدفن في مقبرتها، ومن مات في المدينة، ففي البقيع لقوله ÷: «يؤتى بمقبرة مكة والمدينة فتنتشران في الجنة». وإن مات في بيت المقدس، ففي مقبرتها، نشر فيها، وأما سائر البلدان فالمستحب أن يدفن في مقابر الصالحين تبركاً بمجاورتهم، ولأنه لا يعدم الخير من الزوار، وإن لم تعرف مقبرتها بأهل الصلاح، فالأفضل الدفن في المقابر دون الدفن في البيوت، لما يلحقه من دعاء المسلمين الذين يزورون القبور.

  ولا يقال فقد دفن رسول الله ÷ في بيت عائشة فيقتدى بدفنه لوجوه:

  الأول: حديث أبي بكر ¥ قال: سمعت من رسول الله ÷ ما نسيته سمعته يقول: «ما قبض الله نبياً إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه ادفنوه في موضع فراشه».


(١) في (ب): إنها.