المصطلحات الفقهية
  
  [بحمدك اللهم أفتتح المقال، وبشكرك نستعين على صلاح الأحوال، وبعفوك وغفرانك أنوط الأمال، وبفضلك الفائض أسأل، فأنت ذو المن والإفضال، وبرحمتك وكرمك ألوذ لتكفير سيء الأعمال.
  وأشهد أن لا إله إلا الله العالم بخطرات البال، والمتصاغر لعظمته وكبريائه صياصي الجبال، شهادة أدخرها إذا زمزم الحادي بالرحال، وشدت اتساع الرجال للارتحال، تؤنسني إذا فارقت الأحباب، ونزلت بسوحك يا ذا الجلال، وتؤمنني من شدائد الأفزاع وعظيم الأهوال، وأشهد أن محمداً رسول الله ونبيه الكريم المفضال، الداعي إلى الله بشموس الأدلة والطامس الرسوم الجهال، صلى الله عليه صلاة دائمة الاتصال، وعلى أخيه ووليه قاتل الأبطال، وعلى جميع آله وأصحابه المكرمين من الله بالنوال.
  وبعد: فخليق بمن علت همته بالعلوم، واشتاق إلى مفهومها والمعلوم، أن عنق شغفاً إلى ثمرة القرآن، ويقتطف اليانع من جنى كلام الرحمن، ويجعل عماده عماد الدين، وإسناده كلام سيد المرسلين، إذ كانت معرفة الفقه هي الشعار من أبواب الإسلام، والمنار المبين للحلال والحرام، المبرهنة لآداب الصلاة والصيام، المشعرة بشعائر الحج إلى بيت الله الحرام، الموضحة للزكاة التي هي قنطرة الإسلام، الهادية إلى الواجبات الشرعية، المرشدة إلى ما تعبد به بارئ البرية. وحين بلغها الرسول بالتمام، قال الله ذو الجلال والإكرام: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: ٣]، وكان أعجب مجموعات الفقه في الأمصار، وأنفس موضوعاته في التطويل والإكثار، كتاب الانتصار، الذي لم ير مثله بالأبصار، ولا ظهر نظيره في قديم الأعصار، تجد مكنون الفقه فيه كامناً، وهو لما شذ في غيره من المسائل ضامناً، زهور أقاحية