الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

فصل: في خواص النبي ÷.

صفحة 371 - الجزء 1

  وإباحة الغنائم له، ولم تبح لأحد قبله، وإنما كانوا يحرقونها إذا غنموها.

  وجعلت له الأرض مسجداً وطهوراً، وكان من قبله من الأنبياء لا يصلون إلا في المساجد، وقد قال ÷: «فضلنا على الناس بثلاث خصال: جعلت لنا الأرض مسجداً، وجعل ترابها لنا طهوراً وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة».

  وأبيح له ÷ انكاح المرأة من غير مهر. وعليه قوله تعالى: {خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[الأحزاب: ٥٠]. وقال ش: الخاصة جواز نكاحها بلفظ الهبة.

  وأبيح له الفيء، وهو المال الذي لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب.

  وأبيح له خمس الغنائم المأخوذة قهراً.

  وخص ÷ بالمعجزات الظاهرة حتى قال بعض المتكلمين إن معجزاته ثلاثة آلاف، والذي اختص به ÷ من ظهور المعجزات أشياء: منها: أن معجزاته القرآن وهو باق، لا يفنى إلى يوم القيامة.

  ومنها: أن الله جعل معجزة موسى ~ قلب العصا حية، وانفجار الماء من الصخرة، وجعل للرسول ÷ ما هو أعظم وهو انشقاق القمر، ودخوله في كمه، ونبوع الماء من بين أصابعه.

  وجعل معجزة عيسى ~ إبراء الأكمه والأبرص، وجعل لنبينا ما هو أبلغ، وهو تسبيح الحصى في كفه، وحنين الجذع لما تحول عنه.

  وبعث إلى كافة الخلق، وغيره إلى قوم.

  وخص ÷ بأن جعل أزواجه أمهات المؤمنين، قال تعالى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}⁣[الأحزاب: ١٦]. ومن استحل ذلك كفر، وهذه الخاصية، هي لمن دخل بها ÷ لا لمن لم يدخل بها كالكلابية التي طلقها قبل الدخول، فإنه تزوجها بعده عكرمة ابن أبي جهل. وقيل: الأشعث بن قيس.

  وحكى الطبري: أنه المهاجر بن أبي أمية، فرجع ذلك إلى أبي بكر في خلافته، وقيل: إلى عمر، وهم برجمها، فقيل: أنه لم يدخل بها فخلاها.