[الخصال المذمومة]
[الخصال المذمومة]
  ويكره خضابها بالسواد، وفي الحديث: «الخضاب بالسواد خضاب الكفار». وفي حديث آخر: «الخضاب بالسواد خضاب أهل النار». وروي أن أول من خضب بالسواد فرعون. وتزوج رجل وقد خضب بالسواد فخرج شيبة ورفع إلى عمر فرد نكاحه، وأوجعه ضرباً، وقال: غررت. وحلقهما من أنكر المنكرات، ولا يتعاطاه إلا من لا مروءة له ممن يوهم أنه من أهل التصوف وليس له من التصوف إلا اسمه، وقد خلى عنه يحكمه ورسمه، أو من ينتفها في أول الشباب تشبها بالمردة.
  ويكره عقدها لقوله ÷: «من عقد لحيته أو تقلد وتراً فمحمد منه بريء». وتكره الزيادة فيها من الصدغين، كما يفعله الأعاجم في تطويل(١) ما فوق عظم اللحية حتى يجاوز العظم وينتهي إلى نصف الخد.
  ويذم تصفيفها طاقة فوق طاقة تزيناً للنساء حتى تجعل كذنب الحمامة.
  ويكره تبييضها بالكبريت، طلباً لبلوغ حالة الهيبة، والإجلال، وهيهات عن ذلك ثم هيهات فلا يزيد الشيب الجاهل إلا جهلاً، والعلم ثمرة العقل وهو غريزة من الله وعطية من عنده، فلا يؤثر الشيب فيها، وقد قدم الشباب لأجل العلم كما روي عن عمر أنه قدم ابن عباس لأجل علمه على أكابر الصحابة. وعن ابن عباس: ما أتى الله علماً إلا شاباً، والخير كله في الشباب، ثم تلى قوله تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى}[الأنبياء: ٦٠]. وقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ}[الكهف: ١٣]. وقوله: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ١٢}[مريم]. وكان أنس يقول: قبض رسول الله ÷ وليس في لحيته ورأسه عشرون شعرة بيضاء، وعن ك بن أنس: قرأت في بعض الكتب لا تغرنكم اللحى فإن التيس له لحية. ويكره نتف الشيب، وقد ورد النهي عنه.
(١) في (ب): بتطويل.