الإستبصار في مختصر كتاب الإنتصار،

يوسف بن أحمد الثلائي (المتوفى: 832 هـ)

كتاب أدب القاضي

صفحة 373 - الجزء 2

كتاب أدب القاضي

  القضاء أفضل من الجهاد، لأنه شرع لحفظ الموجود، والجهاد لطلب الزيادة.

  والمستحب لمن طلب إلى التقاضي أن يقول: سمعاً وطاعه، لقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}⁣[النور: ٥١]، وقوله ÷: «من نصب للقضاء فقد ذبح بغير سكين». المراد به من تولى القضاء، وهو لا يصلح له لفسق أو جهل.

  وقيل لابن عباس: وما الذبح، فقال: نار جهنم.

  وروت عائشة عن النبي ÷ أنه قال: «[يؤتى يوم القيامة]⁣(⁣١) بالقاضي [فيلقى من شدة]⁣(⁣٢) الحساب ما يود أنه لم يقض بين اثنين».

  وعن عمر: ما من [أمير ولا وال إلا يؤتى به يوم القيامة يداه]⁣(⁣٣) مغلولتان إلى عنقه اطلقه عدله [أو]⁣(⁣٤) أو ثقه جوره.

  وإذا عين الإمام واحداً للقضاء لزمه الإجابة [على المختار من الاحتمالين وفي الحديث عنه صلى]⁣(⁣٥) الله عليه وآله وسلم: «أتدرون من السابقون إلى ظل الله يوم القيامة، [قالوا الله ورسوله أعلم، فقال: هم الذي إذا أعطوا]⁣(⁣٦) الحق قبلوه وإذا سئلوه بذلوه، وإذا حكموا بين الناس حكموا كحكمهم على أنفسهم».

  وعنه ÷: «إذا جلس القاضي في مجلسه هبط عليه ملكان يسددانه ويرشدانه ويوفقانه».


(١) مابين القوسين: بياض في أ.

(٢) ما بين القوسين: بياض في أ.

(٣) ما بين القوسين: بياض في أ.

(٤) أو: زائده في ب.

(٥) ما بين القوسين: بياض في أ.

(٦) ما بين القوسين: بياض في أ.