فصل: في مسنونات الوضوء
  والخف يغطي الكعبين، والجرموق يلبس فوق الخف، والجورب فوق الجرموق. ما احتج به ض زيد. في أن الواو للترتيب من أذكار النبي ÷ على من قال: «ومن يعصمها فقد غوى». غفلة وإهمال للنظر؛ لأن الواو غير مذكورة، وإنما أنكر عليه من أجل الجمع بين الخالق والمخلوق في ضمير واحد.
فصل: في مسنونات الوضوء
  السنة في اللغة: هي السيرة، والطريقة: قال أبو ذؤيب الهذلي:
  فلا تعجين من سيرة أنت سرتها ... فأول راض سنة من يسيرها
  واشتقاقه من التكرار، ومنه سنن الطريق. والمسن لما تكرر فيه شحذ الشفرة، وروي في تفسير قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ}[البقرة: ١٢٤]. وتلك الكلمات عشر فمنها خمس في الرأس: وهي السواك والمضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب وفرق الشعر. وخمس في الجسد: الختان، وحلق العانة، والاستنجاء، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط.
  وقوله ÷ في خصال السواك: «ويذهب بالحفر». الحفر بالحاء المهملة والفاء والراء وسكون الفاء في اللغة الكثيرة، وبفتحها في لغة بني أسد وهو فساد أصول الأسنان. والقلح: صفرة الأسنان، وعينه مفتوحة، وهو بالقاف والحاء المهملة. والخلوف، بضم الخاء المعجمة، وضم اللام: تغير فم الصائم.
  والمختار: ما هو الظاهر من مذاهب أئمة العترة، أن السواك مختص بالوضوء، وهو أحد قولي ش، لقوله ÷: «من أطاق السواك مع الطهور فلا يدعه». وأحد قولي ش: لا يختص، بل يستاك، ولو كان متوضئاً، لعموم الأدلة. ولقوله ÷: «صلاة بسواك ...». الخبر. قلنا: الصلاة إنما تكون بالوضوء.
  ويستحب السواك لقراءة القرآن، وعند القيام إلى الوضوء، وهو الأكثر، وعند صفرة الأسنان، وعند تغير الفم، وتغيره، إما بأكل ذوات الروائح، وإما بالأزم أيضاً لكثرة إطباق الفم. الخامس عند القيام للصلاة، لما روي أنه ÷