(سورة الاعراف)
  محموم تمره ثم أخرى حتى أكمل سبعا ثم قال حسبك يا علي، ولا كلام في تحريم ما يظن ضرره من زيادة على السبع، وغيرها.
  {ادْعُوا رَبَّكُمْ} الآيه.
  دلت على سن الدعاء مطلقا، وفيها رد على من زعم ان السكوت، والجمود تحت جريان الحكم اولى، وقال القشيري، ما كان فيه لله، أو للمسلمين نصيب فالدعاء فيه اولى وما كان يختص بالنفس فالسكوت اولي.
  {تَضَرُّعًا} فيه دليل على شرعية التذلل، والضراعة لله حال الدعاء، فيدخل خشوع القلب، وفي الدمعة وسكون الاعضاء، واطراق الطرف، وبسط الكف وغير ذلك، وقد ذكر الغزالي من آداب الداعي، تحرى الاوقات الشريفة وكذلك الاحوال كحال السجود، ونزول الغيث، والقتاء الجيوش، وبعد الصلاة واستقبال القبلة، ورفع اليدين، وسح الوجه بهما في آخره وان يجزم بالطلب، ويوقن بالاجابة.
  وفي الحديث: إذا سالتم الله فسالوه ببطون اكفكم، ولا تسالوه بظهورها وامسحوا بها وجوهكم، وقد ذكر اصحابنا ان رفع اليدين مكروه، ولعل وجهه انه ينافي الخشوع وقد روى قريب منه عن علي #، وقيل بل يرفعان الى حد الوجه في الابتهال الشديد.
  {وَخُفْيَةً} فيؤخذ منه ان الاسرار هو المشروع فيه مطلقا وكان جعفر الصادق ينهى عن الجهر، ويقرا {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ٣} وقيل إذا كان يدعو لغيره اوله ولغيره فلابأس بالجهر، حتى يسمع الغير، ولهذا شرع التامين.
  «المعتدين» قيل بان يدعو مالا ينبغي له كنيل درجة الأنبياء وقيل رفع الصوت عن ابن جريج، وقيل تكلف السجع، وقيل الاسهاب في الدعاء وفي الحديث عنه ÷: «سيكون قوم يتعبدون في الدعاء»، وحسب المرء ان يقول اللهم اني اسالك الجنة، وما قرب اليها من قول وعمل واعوذ بك من النار،