(سورة يوسف #)
  دلت على أنه ينبغى للعالم التعريف بنفسه حيث جهلوا حاله، اما لينتفع بعلمه أولئلا يهضم قدره ودل مابعد ذلك: أنه ينبغى من العالم تقديم الموعظة والتذكير قبل الفتوى.
  {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} الآيه.
  فيه دلالة على جواز الاستعانة، والاستشفاع بالكافر، وقد تقدم اشارة الي ذلك، وليس في الآية مايفهم أنه عصى بذلك فيعاقب، باللبث في السجن، بضع سنين، كما ذكره بعضهم، وإن كان فعله غير الأولى لمثله.
  {قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} الآيه.
  دلت على أن البراءة من التهمة وتطهير العرض، من دنس اللوم هو المهم الذي يجب تقديمه على الخروج من السجن، وقوله تعالى {فَاسْأَلْهُ} قضاء للوطر بألطف عبارة وأحسن تأدب حيث لم يقل قل له ليسأل بل جعل الملك مسئولا، لا مأمورا بالسؤال وكون المرء مسؤولا مما يهيجه الى البحث، وبحثة عليه.
  {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ} الآيه.
  دلت على جواز التولية من الظلمة، وهو قول أحمد بن عيسى، وكثير من الفقهاء وتخريج م بالله للهادي، ومنعه الأكثر من أهل المذهب، والمعتزلة بل قال الشيخان هو فسق، ثم اختلف في الجواز، فقيل كان هذا جائزا، عقلا منعه الشرع وقيل كان قد أسلم ذكره مجاهد وقيل كان ذلك استعانة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث لم يمكن الا بذلك ولكن انما يجوز ذلك حيث أنه لا تهمة بتصويبهم، ولم يكن فيه تقوية لظلمهم، واظهارا أنه غير عامل بولايتهم وقوله {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ٥٥} دلت على اشتراط أمانة الولى وكونه خبيرا فيما تولى فيه عليما بما يحتاج فيه الى العلم مع جواز كونه فاسقا عند م بالله، والأكثر، وقالت الهدوية يشترط العدالة لأنها الأمانة الحقيقية، وهذا الخلاف في الولاية المستعادة فقط كظاهر ولاية يوسف، فأما غيرها فتكفى فيها الأمانة وقد تقدم الكلام في ذلك في