(سورة الاسراء)
(سورة الاسراء)
  {بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} الآيه.
  قد تقدم في الأنعام الكلام في ذلك، وقد دخل في جميع ذلك التواضع لهما، وأن لا يدعوهما بأسمائهما، ولا بالكنية، بل ياأبه، وياأمه وأن يسرع لا جابتهما بقوله «لبيه»، كما روى عن النبي ÷ «لو أدركت والديّ أو أحدهما، وقد استفتحت صلاة العشاء، وقرأت الحمد، ودعتنى أمى أجبت لبيك».
  ويدعو لهما بالصلاح، والاهتداء إذا كانا حبين بالمغفرة إذا كانا ميتين وكانا من أهل الصلاح، لا إذا كانا فاسقين، ولكن لا يحسن منه سبهما، ولعنهما وينبغى البراءة منهما كما تبرأ ابراهيم # من أبيه بقوله: «انا برآء منكم ومما تعبدون» وقد قالت الفقهاء: لا يذهب بأبيه الى البيعة إذا كان يهوديا أو نصرانيا لكن يأخذ منه الاناء إذا شربها.
  قال: أبو يوسف إذا أمره أن يوقد تحت قدره وفيها لحم الخنزير: أوقد ولا يتولى قتله إذا كان مشركا الا لئلا يحقد على قاتله كما ورد عن حذيفة عن النبي ÷ أنه أتاه رجل فقال: يارسول الله ان أبوى بلغا من الكبر أني آلى منهما ماوليا منى، فهل قضيتهما؟.
  قال لا، فانهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك، وأنت تفعل ذلك وأنت تريد موتهما.
  {ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} الآيه.
  وهو الميراث، والتخصيص بالبر والصدقة، والتقديم في الارشاد، والانذار وامحاض النصح.
  ومن حقهم المواصلة، والمؤازرة، وعدم المهاجرة، وأن يبدأ بهم في النهي عن المنكر، ومقابلتهم حيث له ذلك.