(سورة النور)
  {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ} - الآيه.
  تأكيد لنفى العموم السابقة بعد التخصيص اذ بلوغ الحلم كناية عن البلوغ الشرع بأي أسبابه.
  {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ} الآيه.
  قد فسر الله القاعدة بالصفة المذكورة، وهي التي لا ترغب في النكاح لكبرها، وهذا معنى قول أصحابنا: لا تشتهى ولا تشهى كما قلنا في الأطفال، فأما إذا كان ذلك لعرض من مرض أو غيره: فالتحريم باق.
  والفرق بين القاعدة وغيرها انما يظهر عند أهل المذهب، لانهم يحرمون النظر الى غيرها.
  وقد أجاز أصحابنا سفرها بدون محرم لتلك العلة، وكذلك حضور الجمعة والجماعة.
  {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ} الآيه.
  عن الحسن وأبى على: المراد في الجهاد كالتي في الفتح.
  وقال ابن المسيب والزهري: المراد في أكلهم في بيوت الغزاة، لأنهم كانوا يستخلفونهم على أهليهم، ويعطونهم المفاتيح.
  وقال عكرمة: كانت الأنصار في أنفسهم قزازة فلا يأكلون مع هؤلاء.
  وقيل: كان هؤلاء لا يتوقون الأكل مع الأصحاب خشية أن يكرهوا منهم شيئا، وقد عرضت الأحكام في هذه الوجوه، وقد عرف من الآية: أنه يجوز الاقدام على حق الغير مع ظن رضاه بعد استنباط العلة.
  وعلم أنه ينبغى الجرى على الظاهر في تناول حق الغير، ولا يلزمه السؤال عن أصله من أين اكتسبه.
  {أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا} دلت على جواز الاشتراك في المزاود مع حصول التفاضل، لكن بشرط الا يخالف المعتاد في المسارعة، واكبار اللقم وتناول ما في