شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة الفرقان)

صفحة 268 - الجزء 1

(سورة الفرقان)

  {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ٢٨} الآيه.

  دلت على حرمة مخالة أعداء الله قاله الحاكم، وفي الحديث عنه ÷ «مثل الجليس الصالح مثل الداري، ان لم يحذك من عطره علقك من ريحه، ومثل الجليس السوء مثل القين ان لم يصببك من ناره أصابك شراره».

  وعن مالك بن دينار: انك أن تنقل الحجارة مع الأبرار أحسن من أن تأكل الخبيص مع الفجار.

  {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ٣٠} الآيه.

  ظاهره وجوب تعهده بالتلاوة، وقد جاء في الحديث: «من قرأ القرآن فنسيه لقى الله يوم القيامة أجذم».

  قال الزمخشري: وعنه ÷ «من تعلم القرآن وعلمه وعلق مصحفا لم يتعاهده، ولم ينظر اليه: جاء يوم القيامة وهو متعلق به يقول: يارب العالمين عبدك هذا اتخذني مهجورا، اقضى بينى وبينه».

  قال ص بالله: ليس المراد الاهجر العمل به، وطرح أحكامه هذا هو نسيانه الذي ورد فيه الوعيد.

  {مَاءً طَهُورًا ٤٨} الآيه.

  كقوله تعالى {مَاءً مُبَارَكًا} وكان ÷ إذا سأل الوادي: قال لأصحابه أخرجوا بنا الى هذا الذي سماه الله طهورا حتى نحمد الله عليه، ونتطهر منه وكان ÷ إذا جاء أول المطر خرج حتى يصيب جسده منه تبركا به وهو يقول: انه حديث العهد بربه.

  {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} الآيه.

  وصفهم باثني عشر وصفا.

  والمراد بالهون: مشية التواضع، والسكينة، والوقار، وليس المراد التماوت في المشي لما سيأتي في سورة لقمان.

  {لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} الآيه.

  قيل لم ينفقوا في معصية ولم يمنعوا حقا، قاله الأكثر من المفسرين.

  وقال النخعي: الاسراف مجاوزة الحد في الانفاق والاقتار: التقصير.