شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة الشعراء)

صفحة 270 - الجزء 1

(سورة الشعراء)

  {وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ} الآيه: نظيره: الحلف برأس السلطان أو تربة الظالم وهو من المخطورات الشديدة الخطر حيث قصد تعظيم المحلوق به، وبتنزيله منزلة لا يستحقها.

  فان لم يكن تعظيم لظالم ولا قصد ماذكرنا بل تعظيم منزلة المحلوف به عنده كأن يقول: وحياة أبي ونحو ذلك، كالرسول والقرآن فقال النووى هو مكروه لأنا قد نهينا عن الحلف بغير الله تعالى في قوله ÷: «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت» وهذا يتناول القرآن والرسول ÷، وغير ذلك.

  ولكن قال ÷ «لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا تحلفوا بالطواغيت» فيحتمل حمل العموم الأول على هذه لاستفاضة الحلف بغير الله في القرآن، وكلام السلف، وأما قوله ÷: «أفلح وأبيه ان صدق» فلعله قبل النهى، أو قصد التأكيد دون القسم، ذكره في جامع الأصول.

  {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً} الآيه.

  فيه دلالة على كراهة رفع البنيان قاله الحاكم، وعنه ÷ «من بنى فوق مايكفيه جاء يوم القيامة وهو حامله على عنقه».

  وعنه ÷ «إذا أراد الله بعبد شرا أخضر له ماله في الماء والطين».

  وعن الحسن: دخلت بيوت أزواج النبي ÷ فبلغت بدي شقها.

  وعن عمر: لقد رأيتني مع رسول الله ÷ وقد بنيت بيتا بيدي يكنني من المطر، ويظلني من الشمس ما أعانني عليه أحد من خلق الله تعالى.