(سورة النمل)

  {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا} الآيه.

  علم منها أنه يجوز تأديب غير المكلف لتعليمه والانتفاع به وذلك الى مالكه في المملوكات، والى أهل الولايات في غيرها، ولكن بشرط أن تكون تلك المنفعة مما أذن الشرع بها.

  وقيل: ان لنا أن نستعملها في أي منفعة شبهها إذا كانت تلك المنفعة مقدورة لها، ويمكننا تعليمها اياها من غير افراط في الضرب، والتأدب.

  فعلى هذا لنا أن نحرث بالخيل ونحوها، ونحمل على البقرة ونحوها وقد تقدم في النحل طرف من ذلك.

  {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} الآيه.

  فيها آداب وتعليم أن تبدأ بحمد الله والسلام على المصطفين من عباده أمام كل خطبة وكلام.

  وعلم أن السلام على الفساق غير مشروع، وقد تقدم في النساء.

  وعلم أيضا أن تنكير السلام من المشروع وقد تقدم في الأنعام نظير ذلك وكذا في الحجر، وقد ذكر الواحدي من الشافعية أن المسلم بالخيار بين تنكير السلام وتعريفه، وخلاف ماذكره النووي من ترجيح تعريفه بالالف واللام، وسيأتي في الصافات تأكيد ذلك الا أن الصيغ المرويه عن النبي ÷ معرفة كما ذكره النووى.