(سورة الحجرات)
  وفي الحديث «من غض صوته عند العلماء جاء يوم القيامة مع الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى».
  ولا خير في الملق والتواضع الا ماكان لله في طلب علم، وان الأولى لمن طلب الحاجة منهم ألا يطلبهم الخروج من منازلهم، بل ينتظرهم بالوقوف أبوابهم، فان الوقوف عندها شرف كما روي.
  قوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} الآيه.
  دلت على عدم قبول خبر الفاسق، وهو اجماع في فاسق التصريح وأما فاسق التأويل: فذهب الفقهاء وقاضي القضاة: فذهب الفقهاء وقاضي القضاة، وأبو رشيد الى قبوله إذا كان عدلا في مذهبه، اذ ليس العلة مجرد الفسق، بل عدم الثقه بخبره وعدالته توجب كونه ثقة مقبولا.
  وذهب الشيخان الى رده عملا بظاهر الآية.
  وكذا كافر التأويل: الجمهور على قبول خبره، وشهادته وقال الشيخان وط: لا يقبل.
  وأخذت الحنفية بمفهوم الآية.
  قالوا: يقبل خبر المجهول لأنه لم يثبت فسقه.
  وقال ع وغيره: بل فيها دلالة على عدم قبوله لأ نه يجوز فسقه، فاحتج الجمهور على رد خبره بأن قبول خبر الواحد خلاف الأصل، لأنا منهيون عن اتباع الظن نحو قوله تعالى {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} وقوله {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.
  فبقى حيث قام عليه الدليل، وهو خبر العدل، ويمنع ماسواه. وقد قيل: ان في الآية دلالة على فسق النمام، وهو بعيد.
  ومفهوم الآية: أنه إذا تاب من فسقه قبلت روايته وشهادته.