شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة الحجرات)

صفحة 312 - الجزء 1

  التعليل بالاخوة يشعر بعدم الأمر بالصلح بين الفساق وكذلك الكفار وهو كذلك حيث فيه ايناس لهم، وتقوية لفسقهم، لافي غير ذلك لعموم شرعية الصلح، على مافى سورة النساء، فقد تعارض المفهوم، والعموم.

  {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} الآيه.

  السخرية الاستهزاء، وهو من سيما الجهلة كما تقدم في البقرة.

  والتعليل يشعر بتحريم السخرية بسائر الحيوانات، وهو كذلك.

  وهو يشعر بجواز السخرية بمن يظهر عصيانه كما حكى عنهم {فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ٣٨}.

  وقيل المراد بقوله {عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} على أن يكونوا أقل شرا منهم، فتحرم السخرية مطلقا ولو بالكافر.

  {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} اللمز: الطعن والعيب.

  ويفهم منها: أنه يجوز لمز الفاسق.

  وفي الحديث: «اذكروا الفاجر بمافيه كي يحذره الناس».

  {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}: المراد نبز السوء الذي فيه ذم مشين، وفى الحديث «من حق المؤمن على أخيه أن يسميه بأحب اسم اليه».

  وفهم من الآية: أنه ينبغى تحسين الاسم.

  وفي الحديث «انكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم».

  وعنه ÷ «أن أحب أسمائكم الى الله، عبدالله وعبد الرحمن».

  وقد ورد النهي عن التسمية بأسماء مخصوصة، قال ÷: «لا تسم غلامك: بشارا ولا رباحا، ولا نجاحا، ولا أفلح، فإنك تقول: أثم هو فيقول: لا».