(سورة الحجرات)
  وعن الحسن أنه ذكر الحجاج لعنه الله فقال: أخرج الى بنانا قصيرا قل ماعرقت فيها الأعنة في سبيل الله، ثم جعل يطيب شعيرات ويقول: يا أبا سعيد ولما مات قال: اللهم أنت أمته فاقطع سنته فانه أتانا أخيفش أعيمش .... الخ.
  وقد وقع الاتفاق على جواز ذكر الفاسق بشيء من خصال الفسق لمصلحة كالجرح والشكاية، والراى، وزيادة الانزجار، وغير ذلك كما ذكره النووى.
  {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} الآيه.
  دلت على ماذهب اليه زيد والناصر والامامية: أن الكفاة في الدين فقط، لا في النسب، ومذهب الهادي، وم بالله، وش: ثبوتها في النسب لقوله ÷: «العرب بعضهما أكفاء لبعض» وغير ذلك من الأحاديث، وفي قوله «تعارفوا» ثم قوله {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} اشارة الى أنه ليس الغرض من جعلكم شعوبا وقبائل ماتزعمونه من التناصر والتعاضد، والتفاخر بالأنساب، وكثرة العدد.
  وانما الغرض أن يتعارفوا فيتواصلوا، ويقيموا ماشرعه الله من صلة الأرحام وحق القرابة.
  وعن النبي ÷ «تعلموا من أنسابكم ماتصلون به أرحامكم، فان صلة الرحم منجاة في الأهل منسأة في الأثر مثراة في الأموال».
  وفى الترمذي عنه ÷ «إذا أخا الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو فانه أوصل للمودة».
  وقد علم مماذكر أن العلة في وجوب ما أمر به، وقبح مانهى عنه من أول السورة الى هذه الآية الكريمة هو وجوب الألغة واجتماع الكلمة وتجنب ماخشي أن يؤدى الى الفرقة.
  ولكن ذكر الاخوة في الدين أولا بقوله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وقوله {أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} ليكون ذلك باعثا على التعطف،