شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة البقرة)

صفحة 5 - الجزء 1

  أباحه الشارع بنص كآية الأنعام وهي قوله تعالى {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} والآية التي بعدها.

  أوعموم كهذه الآية، علم بأن الله تعالى قد ضمن لها من العوض مايخرج به (الألم) عن كونه ظلما، والذي هوعة القبح، فبذلك يرتفع القبح العقليى، وسنذكر شيئا من ذلك في الأنعام والنحل.

  {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}.

  فيها اشارة الى أن التناسل مطلوب، اذ المراد: يخلف بعضهم بعضا كما ذكره بعضهم.

  أو بكون ذلك مأخوذا من كونهم خليفة عن أولى التناسل والذراري وهم الجن.

  ومن ذلك ماروى عن النبي ÷ من الترغيب في طلب الولد لقوله «تزوجوا» بالودود الولود فاني مباه بكم الأمم يوم القيامة حتى السقط.

  وقال ÷ «اطلبوا الولد والتمسوه فانه قرة العين، وريحانه القلب، واياكم والعجوز العفة، فانه لا خير في امرأة عقيم».

  وقال ÷ «شوهاء ولود خير من حسناء لا تلد».

  وقال ÷ «حصير في جانب البيت خير من امرأة لا تلد».

  ودلت الآية على أن الا مام ونحوه يسمى خليفة.

  أما خليفة الله فمنعه الجمهور في حكاية الماوردي.

  وقال: بعضهم لأبي بكر ياخليفة الله فقال: أنا خليفة محمد ÷.

  قال: البغوى: خليفة الله لا تقال لأحد الا لداود فقط، لنص القرآن فيها.

  {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} الآية.

  يؤخذ منها وجوب تعظيم العلماء.

  ويقال سادات الناس ثلاثة: الأنبياء، والملائكة والسلاطين، وكلهم عظموا