شافي العليل في شرح الخمسمائة آية من التنزيل،

عبد الله بن محمد النجري (المتوفى: 877 هـ)

(سورة آل عمران)

صفحة 76 - الجزء 1

  {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} الآية.

  فأدت ان محبة الله تعالى هي بفعل الطاعات، وتجنب المحظورات لا بالرقص والتصفيق وادعاء العشق كمايفعله جهلة الصوفية، وقد تكلم الزمخشري في هذا بنحو من ذلك.

  {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ} الآية.

  دلت على جواز الغيرة، وانها مخالفة للحسد لانه قال ذلك حين راى مريم ولذلك قال ذرية، ليشمل الذكر والانثى.

  ودلت على حسن دعاء الولد الصالح، وفي الحديث «ايما رجل مات وترك ذرية طبية اجره الله مثل أجر عملهم، ولا ينقص من أجرهم شيئا».

  {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ} الآية.

  دلت على جواز التخاصم لطلب الفضيلة مايفعله بعض الناس من ايثار غيرهم بالمكان الافضل في صلاة الجماعة خلاف المشروع.

  وعلى أن القرعة معتبرة حيث تعذر التعيين نحو بداية أحد الشريكين فيما قسمه بالمهايأة، وبيان تعيين الأنصباء ومن يخرج فطرته من النساء حيث لا فطرة الا لبعضهن وتعيين من يقيم من المؤذنين المستويين، ومن يؤم وغير ذلك.

  {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا} الآيه.

  دلت على جواز المجادلة في الدين وجواز مباهلة المبطل لكنه المستحق للعنة لأن المبهلة هي اللعنة والتغليظ في المباهلة بالأولاد والأهل وفي اليمين عند من أجاز التغليظ فيها بالزمان، والمكان ونحوهما، فيحتمل ألا يجوز لأن ذا المروءة يرضي احتمال الحق ولا يجمع أولاده ونساءه للتحليف. وأنه تجوز المصالحة للكفار على تسليم شيء من المال.

  {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ} الآية.