تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب الاعتكاف)

صفحة 426 - الجزء 2

  في جميع لياليها، ويروى أن آدم # لما أكل من الشجرة اسود جسمه، فلما تاب وصام هذه الأيام أبيض جسمه، ثلثه في اليوم الأول، وثلثه في اليوم الثاني، وثلثه في اليوم الثالث، فسميت بيضاً لهذا المعنى. وهو يقال في هذه أيام البيض: «غالباً»، يحترز من ثالث عشر شهر ذي الحجة فإنه من أيام التشريق فلا يستحب صومه، بل يحرم لغير المتمتع كما يأتي قريباً إن شاء الله تعالى.

  (و) مما يندب أيضاً صومه صوم (أربعاء) يعني: يوم ربوع (بين خميسين) يصومهما مع ذلك الربوع، وذلك في كل شهر، فيصوم أول خميس منه وآخر خميس ويوم ربوع يخير بين الأربعاءات المتوسطة، والمعتبر أن يكون أول خميس وآخر خميس، فليس المراد أن يصوم في الشهر ثلاثة أيام يومي خميس بينهما صيام يوم ربوع، بل يتعين أول خميس وآخر خميس وبينهما أي الأربعات شاء، عنه ÷: «أما الصيام فثلاثة أيام⁣(⁣١) في كل شهر الخميس في أوله والأربعاء في وسطه والخميس في آخره» وعن علي # أنه قال: (صوموا ثلاثة أيام في كل شهر فهو يعدل⁣(⁣٢) صيام الدهر، ونحن نصوم خميسين بينهما أربعاء؛ لأن الله تعالى خلق جهنم يوم الأربعاء).

  (و) يندب صوم يوم (الاثنين و) يوم (الخميس) مستمراً لمن لا يضعف به عن واجب، جاء عنه ÷ أنه كان يصومها فقال: «إن أعمال الناس تعرض على الله يوم الاثنين ويوم الخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم»، والمراد به المجاز، وهو أن الله سبحانه وتعالى تعبد الملائكة بعرض أعمال الناس في ذلك، وإلا فهو عالم لذاته لا إله إلا هو العلام الخبير.

  (و) يندب أيضاً صوم (ستة) أيام (عقيب الفطر) منه، من رمضان، وهي من ثاني شوال، وتكون متوالية، وتسمى هذه أيام الصبر، وقد شبه الصيام بالكر على العدو بعد الفر، وهو صعب. ويستحب صومها لمن صام رمضان أو أفطره لعذر وزال، وما


(١) في المخطوط: صيام ثلاثة، والمثبت من هامش شرح الأزهار.

(٢) في هامش شرح الأزهار: فهي تعدل.