(باب الاعتكاف)
  ويستحب صوم يوم غدير خم، وهو ثامن عشر شهر ذي الحجة، ويستحب أن يصلى فيه في الصحاري ركعتين يقرأ في كل ركعة: الفاتحة مرة، وآية الكرسي عشراً، وسورة القدر عشراً، وقل هو أحد عشرين مرة(١)، رواه في الكافي عن النبي ÷ وعن أمير المؤمنين وعن السادة، قال أبو مضر: يستحب صومه عند سائر العترة، وهو يوم عيد عندهم(٢)، ويستحب صومه، بخلاف يوم العيد. ومما يؤثر فيه أنه إذا فرغ المصلي من الصلاة قال: «الحمد لله شكراً عشر مرات، الحمد لله الذي كرم هذا(٣) اليوم، وجعلنا من الموقنين بعهده(٤) والميثاق الذي واثقنا به». وهذا يوم الولاية الكبرى لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والعهد الذي عهد إلينا نبينا ÷ فيه باتباعه وولَّاه، ونصب العداوة لمن ناواه، في الحديث المشهور المتلقى عند الأمة بالقبول، جعلنا الله من المتبعين سبيل الرشاد، وألهمنا لما يكون لنا ذخراً عنده وزادًا إلى المعاد.
  فائدة: من قال: «عليَّ لله أن أصوم أفضل الأيام صياماً» وجب عليه صوم الاثنين والخميس، إذ هما أفضل الأيام في الصيام، وإن قال: «أفضل الأيام» فقط ولم يقل صياماً لزمه صوم يوم الجمعة؛ إذ هو أفضلها.
  مَسْألَة: (ويكره) للمتطوع بالصوم (تعمد الجمعة) بصومه، عنه ÷: «لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوماً قبله أو بعده، ومن كان منكم متطوعاً من الشهر فليكن صومه يوم الخميس، ولا يصومن يوم الجمعة، فإنه يوم طعام وشراب وذكر، فيجمع الله له بين يومين صالحين: يوم صامه ويوم نسكه مع المسلمين»، والنسك: العبادة، نسكه، أي: عبد فيه بالباء لا بالياء. إلا أن يوافق يوم الجمعة يومًا يستحب صومه كعرفة ونحوه فلا كراهة. ولا يكره تعمد صوم السبت كالجمعة.
(١) في إرشاد العنسي وهامش شرح الأزهار: وعشر مرات سورة الإخلاص.
(٢) في المخطوط: عيدهم، والمثبت من هامش شرح الأزهار.
(٣) في هامش شرح الأزهار: أكرمنا بهذا.
(٤) في هامش شرح الأزهار: وجعلنا من الموفين بعده والميثاق الذي أوثقنا به.