تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب الاعتكاف)

صفحة 430 - الجزء 2

  العلماء في ذلك على اختلاف في تعيين ليلتها، وهي لا تخلو من هذه الليالي، فلو علق عتق عبده بمضي ليلة القدر وكان في ثامن عشر من رمضان عتق بانقضاء ليلة تاسع وعشرين، لا قبلها فلا يعتق، ولو علق ذلك في ليلة إحدى وعشرين [لم يعتق إلا بانقضاء شهر رمضان من العام المقبل، لا بمجيء ليلة إحدى وعشرين]⁣(⁣١) من المقبل، لا يقال: قد مضت قطعاً بمضي الأيام المختلف فيها بمجيء ليلة إحدى وعشرين؛ لأنه يجاب بأنه يجوز أن تنتقل في الشهر الثاني إلى ليلة أخرى غير الليلة التي وقعت فيها في العام الماضي. وفيها أنزل: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}⁣[القدر] قيل: أنزل إلى سماء الدنيا. وهي خير من ألف شهر، وهي باقية - كما جاء عنه ÷ - إلى يوم القيامة، وسميت بذلك؛ لأنها تقدر فيها الأرزاق والآجال في ذلك العام جميعه، وهي في الفضل سواء في أولها وآخرها.

  وعلامتها أنها طلقة لا حارة ولا باردة ولا يُرمى فيها بنجم، وتصبح الشمس في يومها متغيرة ضعيفة، وفيها تسلِّم الملائكة على المؤمنين، وعلامة سلام الملائكة عليهم أنه يرتعد اليقظان وينتبه النائم على جهة الوثبة. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين، آمين.


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ج).