(باب الوضوء)
  التخلل بعود الدقة - وهي الكبزرة - يكون منها الصفار في الوجه والعينين، ومنه يكون النسيان. ومن ذلك عود الريحان يكون منه داء ألم. ومن ذلك الرمان يكون منه الصرع والشقيقة والصمة. ومن عود الإذخِر يكون منه وجع الظهر والرأس. ومن عود الأترنج يكون منه الفالج. ومن قصب الحرث يكون منه الفقر والفاقة المجعة. ومن الحلفا .... (١) وهو عود قصب الأقلام. ومن عود الأثل يكون منه الفجاة. ومن عود الهدس يزيد في الطحال ويكبره. ومن عود المكنسة يكون خراب الفم.
  فإن لم يجد ما يستاك به دلك بإصبعه عرضاً كما في السواك، فإن ذلك مجزئ؛ لما مر من الحديث.
  (و) أما ما يندب في الوضوء فالأول: (الترتيب بين) غسل (الفرجين) فيقدم الأعلى على الأسفل، وقد مر وجه ذلك، ولو كان غسله لهما بين الماء.
  (و) الثاني: (الولاء) بين أعضاء الوضوء، حال إزالة النجاسة وبعدها، وتقديره هو: أن يشرع في غسل العضو الثاني قبل أن يجف العضو الأول، فلا يشتغل خلال الوضوء بشيء من غيره إلا ما يقتضيه، كتقريب الإناء وصب الماء ونحو ذلك؛ فعلى هذا يكره الاستياك بعد غسل الفرجين للوضوء؛ لأنه لا يحصل التوالي، ويكره أيضاً حال إزالة النجاسة؛ لأنه يشبه حال قضاء الحاجة. فلو فرّق - بمعنى: لم يوالِ - أجزأ الوضوء وهو تارك للأحسن.
  (و) الثالث: (الدعاء) في أثناء الوضوء(٢) وبعده، أما ما يدعو به في أثنائه فقد روي عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه في الجنة أنه يقول المتوضئ عند القعود للاستنجاء، ويكون(٣) قبل كشف العورة: (اللهم إني أسألك اليُمْن والبركة، وأعوذ بك من السوء والهلكة) واليُمْن: السعادة. وعند ستر العورة - يعني بعدها -: (اللهم حصّن فرجي) والمراد في الدنيا (واستر عورتي) والمراد في الدنيا والآخرة، (ولا
(١) قال في الثلاث النسخ: بياض في الأم.
(٢) وكذا التيمم. (é). (شرح).
(٣) في (ب): «ولكن».