(باب الفراش)
  فإن عطفها بـ «لكن» نحو: أنت طالق إن دخلت الدار لكن إن كلمت زيداً، كان حكمه حكم ما لو قال: إن دخلت الدار وكلمت زيداً؛ فلا تطلق إلا بمجموعهما، ولا يعتبر الترتيب، فتأمل. فلو قال: أنت طالق لو كلمت زيداً، لم تطلق إن لم تكن قد كلمت زيداً، فإن كانت قد كلمته طلقت؛ إذ معناه إن كنت قد كلمت زيداً فأنت طالق، فإن أراد لومها على تركها التكليم طلقت ناجزاً، وسواء كانت قد كلمته أم لا؛ إذ المعلل كالمطلق، ولا يعتبر أن تصادقه على هذه الإرادة؛ لأنه لا يعرف إلا من جهته ولا يجوز لها أن تصادقه، ولمصادقتها فائدة، وذلك إذا ولدت عقيب اللفظ المذكور فقال: أردت اللوم فقد انقضت عدتك فلا حق لك عليَّ، وقالت: أردت في الماضي ولم(١) أفعل فلم يقع - كان القول لمنكر البائن، وينحل الشرط، فتأمل، والله أعلم.
  [وإذا عطف بـ «لا» نحو أنت طالق لا كلمت عمراً ولا زيداً ولا خالداً، فإنها تطلق بواحد(٢)، وينحل الشرط، والله أعلم](٣).
  مَسْألَة: إذا أتى بحرف الشرط ثم بحرف الظرف أو اسمه لعله سواء تقدم الجزاء أم تأخر فإن لم(٤) يتعلق حرف الظرف بزمان ولا مكان، نحو قوله: أنت طالق إن كلمت زيداً إذا كلمت عمراً، [فإن أراد حصوله بعد حصول الشرط الأول لم تطلق إلا بتكليم عمرو بعد زيد، كما لو قال: إن كلمت زيداً فأنت طالق إذا كلمت عمراً](٥)، وإن لم يرد ذلك فلعله كذلك ولو تقدم الجزاء؛ لما لم يكن الشرط متعدداً وجعل الثاني ظرفاً، ويتأمل فهو في المعنى شرط. وإن علق حرف الظرف بزمان أو مكان(٦) كان ذلك الزمان أو المكان(٧) ظرفاً للشرط، فيعتبر حصوله فيه، نحو قوله:
(١) في المخطوطات: «ولما».
(٢) في هامش شرح الأزهار (٤/ ٤٦٩): بكلام واحد.
(٣) ساقط من (ج).
(٤) في المخطوطات: أم تأخر لا يتعلق. والمثبت من البيان (٢/ ٤٣٠).
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ج).
(٦) في المخطوطات: ومكان. والمثبت من البيان (٢/ ٤٣٠).
(٧) في المخطوطات: والمكان. والمثبت من البيان.