(فصل): [في الطلاق المعلق بوقت]
  الشرط،:يعني إذا مضى حين، والحين يطلق على معانٍ: بمعنى الصباح والمساء كـ: {حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧}[الروم]، وبمعنى السنة، كقوله تعالى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ}[إبراهيم ٢٥]، وبمعنى أربعين سنة، ومنه قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}[الإنسان ١] في تجريد الكشاف: الإنسان آدم #، والحين قدر أربعين سنة، {لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ١}[الإنسان] في السماء ولا في الأرض، يعني: أنه كان جسداً ملقى من طين قبل أن ينفخ فيه الروح، قيل: كان ملقى بين مكة والطائف، ويروى أنه كان له صوت وصرير كصوت(١) النحاس، فتعجبت منه الملائكة مدة أربعين سنة، وقال له الشيطان لعنه الله: ما خلقت إلا لشأن عظيم، وكان يدخل من دبره ويخرج من رأسه. ويأتي حين بمعنى العمر، ومنه: {وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ٩٨}[يونس] وإذا كانت تحتمل هذه المعاني والأصل عدم الطلاق حمل على اليقين(٢)، وهو العمر، فلا تطلق إلا آخره، وينكشف بالموت أنها طلقت قبله. وهذا المسألة هي التي خرج منها الإمام | للإمام محمد بن يحيى، فألحق(٣) فيها تخريجاً(٤) بعد حين ونحوه، وقد أشار الإمام | إلى ضعفها بـ «القيل»، ووجه الضعف صحة إطلاق مثل هذه الألفاظ على القليل والكثير، فالمختار أنها تطلق بمضي وقت بعد اللفظ يصدق عليه ذلك اللفظ، فتطلق بعد مضي لحظة، وهي ما يسع طلقة؛ إذ هي يطلق عليها لفظ «الحين» و «الوقت» ونحوها، وسواء قال: بعد حين أو إلى حين؛ لصحة إطلاقه ونحوه على اللحظة، كما لو قال: «إن [كلمت] الناس» ولم يرد باللام للعموم فإنها تطلق بتكليم رجل واحد. وكما لو علق الطلاق بوقت معين فإنها تطلق بأوله، كرمضان فبأول يوم منه، وكذا الحين بأول لحظة منه، وكذا قبل موتي وقع في الحال؛ لأنه أول الوقت، ما لم يرد قبيله كما هو الظاهر من هذا اللفظ. وأما لو قال:
(١) في (ج): «كصرير».
(٢) في شرح الأزهار (٤/ ٤٨١): المتيقن.
(٣) في (ج): «وألحق».
(٤) في المخطوطات: تحريماً. ولعل ما أثبتناه الصواب.