(باب القرض)
  درهم فوق درهم إلى [عنان](١) السماء» رواه في المنهاج شرح السيلقية للقاضي محمد بن حمزة ¦، وهو غير منهاج الأبرار(٢) الجامع بين الحديقة(٣) والأنوار(٤) الذي للمنصور بالله عبدالله بن حمزة رحمهما الله تعالى(٥).
  ويستحب للإنسان أن يستقرض ولو لم يحتج إليه؛ لما في ذلك عن النبي ÷: «من استقرض قرضاً فهمَّ بأدائه - في رواية: حتى يؤديه - في عافية وراحة كتب من المفلحين، وكتب له براءة من النار»، ويحمل هذا الاستحباب(٦) على من يجد قضاءه في المستقبل، وإلا فلعل التعفف من ذلك أفضل؛ لما فيه من الخطر؛ لما ورد من التشديد في حق من مات وعليه دين لم يترك له قضاء، كحديث أبي موسى أن رسول الله ÷ قال: «[إن] من أعظم الذنوب عند الله تعالى بعد الكبائر التي نهى الله عنها أن يموت رجل وعليه دين لا يدع له قضاء» أخرجه أبو داود، وهل ذلك على الإطلاق ولو احتاجه فيما يجب عليه من الكفاية ومن يمون أو في طلب علم أو نحوهما، أو فيمن استقرض لغير ذلك؟ ينظر. اللهم إنا نسألك بجاه نبيئك محمد أن تيسر لنا قضاء ديوننا وحوائجنا حتى لا نرغب إلى أحد مع فضلك، ولا نستوحش من أحد مع بذلك، إنك جواد كريم، بيدك الخير، وأنت على كل شيء قدير.
  مَسْألَة: يجب الاستقراض عند الضرورة، والنفقة للزوجات والأبوين العاجزين، ويندب لصلة الأرحام، ويباح لشراء ما لم ينه عنه، ويكره لغير الضرورة، ولأنه يعرض نفسه للواجب، ويحرم حيث يتضمن الربا، فقد دخلته(٧) الأحكام الخمسة، ويتأمل، والله أعلم.
(١) ما بين المعقوفين من هامش شرح الأزهار (٥/ ٥٠٤).
(٢) منهاج الأبرار للفقيه أحمد بن علي مرغم |.
(٣) حديقة الحكمة للإمام عبد الله بن حمزة #.
(٤) الأنوار المضية للإمام يحيى بن حمزة #.
(٥) منهاج الأبرار ليس للمنصور بالله. وفي هامش البيان (٣/ ٢٤٩) ما لفظه: شرح السيلقية للقاضي محمد بن حمزة بن مظفر .... ويسمى منهاج الأبرار الجامع بين الحديقة للمنصور بالله والأنوار للإمام يحيى.
(٦) في (ج): «الحديث».
(٧) في (ج): «شملته».