(باب شركة الأملاك)
  المبين، بأن تكون جذوعه عليه أو متصل ببنائه (ثم) إذا لم يبين أحدهما كان الجدار ذلك (لمن اتصل ببنائه) منهما حكم له به، ومعنى الاتصال بالبناء أن يكون توجيه بناء ذلك الجدار إليه؛ بأن تكون الفرج في طرفه مهيأة لجدار المدعي له والعصرة إليه، فالظاهر معه، فإن كانت العصرة من أسفل الجدار نحو أحدهما ومن أعلى نحو الآخر حكم لكل منهما ببعض الجدار، وهو ما عصرته إليه من أسفل أو أعلى.
  (ثم) إذا لم يكن لأحدهما بينة ولا اتصل ببناء أحدهما حكم بالجدار (لذي الجذوع) الموضوعة على ذلك الجدار، فمن كانت جذوعه على الجدار دون صاحبه فالظاهر أن الجدار له؛ للحمل عليه بالجذوع. وكذا لو وقع التداعي في عرصة لأحدهما عليها بناء دون الآخر حكم بالعرصة لذي البناء عليها.
  (ثم) إذا لم يكن لأحدهما بينة ولا اتصل ببناء أحدهما ولا لأحدهما عليه جذوع أو كانت لكن متصلة ببنائهما والجذوع كذلك كان ذلك الجدار (لمن ليس إليه توجيه البناء) فمن لم يكن التوجيه إليه في البناء فالظاهر أن الجدار له، وذلك ظاهر في جدار التوقيص، فالتوقيص يقع إلى خارج الجدار، فمن لم يكن التوقيص موجهاً إليه كان الظاهر في الجدار له. ومثل توجيه البناء الزرب في جدرات البساتين ونحوها، فمن ليس إليه توجيه الزرب فالظاهر أن الجدار له ما لم يكن مع الآخر أمارة أقوى منه نحو العصرة في البناء فالقول له؛ لقوة يده بالعصرة في الظاهر.
  (ثم) إذا لم يكن شيء مما تقدم لأحدهما أو كانت مع كل منهما ولا كان للبناء توجيه، كأن يكون الجدار لبناً أو زابوراً(١) حكم بالجدار (لذي التزيين والتجصيص)(٢) فمن كان التزيين في الجدار أو التجصيص من نحوه فالظاهر أن الجدار له (أو) الجدار من بيوت الخص وكان فيه قمط حكم بذلك الجدار
(١) الزابور بفتح قبل ألف وضم بعده [بعده] واو: القوالب الكبيرة من الطين النيِّئ التي يبنى بها، يكون أكبر حجماً من اللبن العادي، وتبنى به البيوت، ولكن الأكثر أن تبنى به الأسوار. (من المعجم اليمني للغة والتراث ٣٧٩).
(٢) في (أ، ج): أو التجصيص.