تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في بيان الأفعال التي يصير بها الملك وقفا وإن لم يلفظ صاحبها بالتسبيل:

صفحة 200 - الجزء 5

  فقد خرج عن ملكه ظاهراً وباطناً⁣(⁣١)، وذلك (كنصب جسر) وهي السفن التي يربط بعضها إلى بعض وتكبس بالتراب ثم يعبر عليها، ومثلها القنطرة، وهي العمارة التي على سوائل الماء ليعبر⁣(⁣٢) عليها (و) مثل ذلك (تعليق باب) أو نحوه (في مسجد) فمن نصب جسراً أو قنطرة أو علق باباً في مسجد بحيث يعمر⁣(⁣٣) عليه أو يعلقه بفعل محكم بحيث لا يفعل مثل ذلك التعليق إلا للتسبيل خرج عن ملكه بذلك الفعل، وكذا من علق سلسلة في مسجد لقناديله أو مد فيه فراشاً أو صب في سراجه دهناً، والله أعلم.

  (لا) لو فعل ما لم يكن ظاهره التسبيل من (نحو قنديل) وهو السراج الذي لم يربط بالسلسلة التي يصعب نزعه⁣(⁣٤)، وكذا لو وضع في المسجد حُبّاً - بالحاء المهملة مضمومة والباء المشددة - وهي الجرة الضخمة، وكذا السلم الذي يوضع ليعبر عليه لإعلاق⁣(⁣٥) السُّرُج ونحو ذلك مما لا يوضع في العادة للتسبيل - لم يخرج بذلك عن ملكه، وكذا إذا نطق بأن ذلك عارية للمسجد لم يخرج عن ملكه ولو كان مما يوضع في العادة للتسبيل، وكذا إذا كانت عادته - وقد ثبتت بمرتين - أنه يرفع⁣(⁣٦) ما وضعه فله الارتجاع فيه ولو ظاهره التسبيل، والله أعلم.

  وضابطه: من فعل في ملكه شيئاً للمسجد ونحوه من الطرق والمناهل ونحوها فإما أن ينطق بشيء عمل به من⁣(⁣٧) كونه وقفاً أو عارية، وإن لم ينطق بشيء رجع إلى عادته في الارتجاع وعدمه، وإن لم يكن له عادة رجع إلى العرف، فما كان العرف فيه عدم


(١) ومع النية يكون وقفاً فيما يصح وقفه على حسب ما نواه، وإن لم ينو كان ملكاً للمسجد. (é) (من البيان وهامشه ٤/ ٢٦٢) وهامش شرح الأزهار (٧/ ٢١٩).

(٢) في (ب): «يُعبر».

(٣) في (ج): «يعبر».

(٤) لفظ شرح الأزهار (٧/ ٢٢١): لم ينطه في السلسلة بحيث يصعب نزعه.

(٥) كذا في المخطوطات.

(٦) في المخطوطات: يرجع. والمثبت مستفاد من شرح الأزهار (٧/ ٢٢٠)، ولفظه: أو تكون عادته رفع ما وضعه.

(٧) في (ج): في.