(فصل)
  واعلم أن الحلف باسم الله تعالى على ثلاثة أقسام:
  الأول: المختص بذاته العظمى(١)، كالذي ذكر منها هنا، فتنعقد يميناً وإن نوى - أي: الحالف - غير الله.
  والقسم الثاني: ما يطلق عليه وعلى غيره من الأسماء وهو ظاهر فيه تعالى الله علواً كبيراً، كالخالق، والبارئ، والمصور، والجبار، والمتكبر، والرؤوف، والرحيم، والقاهر، والرب، والقادر، والرازق، والحكيم، والحليم، فتنعقد يميناً، ما لم ينو غير الله تعالى فلا كفارة.
  والقسم الثالث: ما يطلق عليه وعلى غيره [على] سواء، كالحي والموجود والعالم والمؤمن والكريم، فلا تقع بذلك يمين وتنعقد إلا أن ينوي الله تعالى.
  فظهر لك أن الحلف باسم الله على ثلاثة أقسام: قسم تنعقد وإن نوى غيره، وهو ما اختص به، وهو القسم الأول، والقسم الثاني تكون يميناً ما لم ينو غير الله، والقسم الثالث لا تكون يميناً إلا إذا نوى الله تعالى.
  (أو) يكون الحلف (بصفته(٢) لذاته) تعالى، كالقدرة والعلم بمعنى القادرية والعالمية؛ إذ القدرة والعلم في حقه تعالى بمعنى ذلك؛ إذ لا صفة لذاته إلا بمعنى ذلك، لا القدرة والعلم التي(٣) توجب ذلك؛ إذ لا تكون إلا في الأجسام.
  وكذا العظمة والكبرياء والجلال، [ونحو:] وحق الله، بمعنى والله الحق، لا حق من حقوق الله تعالى كالزكاة وغيرها(٤) فلا يكون يميناً. وكذا الملك والوجه.
  (أو) يكون الحلف بصفة(٥) (لفعله) تعالى، والفرق بين صفة الذات وصفة الفعل: أن صفة الذات لا يدخلها التضاد، كسميع وحي وموجود، وصفة الفعل يدخلها
(١) في (ج): «العظيمة».
(٢) في المخطوطات: بصفة. والمثبت لفظ الأزهار.
(٣) كذا في المخطوطات.
(٤) في (ج): «ونحوها».
(٥) صوابه: بصفته.