تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في تعيين أفضل أمكنة الصلاة وبيان تفاوت الأفضلية في الأمكنة وما يحرم فعله في المساجد ويجوز

صفحة 334 - الجزء 1

  فائدة: ومساجد الهادي يحيى بن الحسين رضوان الله عليه في اليمن خمسة، في ثاه، ومنكث⁣(⁣١)، ومسجده⁣(⁣٢)، وبيت حضر، وبيت بوس من بلاد صنعاء، وقد جمعها الوالد العلامة سعيد بن حسن⁣(⁣٣) العنسي ¦ في قوله:

  ومساجد الهادي إلى الحق خمسة ... مباركة مشهورة اليُمْنِ في اليَمَنِ

  بثاه رداع، ثم في سمح آنس ... وفي منكث أيضاً له جامع حسن

  وفي بيت بوس، ثم في بيت حضرهم ... فجوزِي بأسنى المن من وافر المنن

  مَسْألَة: (ولا يجوز في المساجد) شيء من الأفعال، كالخياطة ورفع الأصوات والكلام، عنه ÷: «إن الكلام في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»، وكذا تضحية الثياب والنوم وغير ذلك من سائر الأفعال، روي أن عيسى # مر بقوم يتنازعون في مسجد معهم فضربهم وأخرجهم وقال: «يا بني الأفاعي، اتخذتم بيوت الله أسواقاً، هذا سوق الآخرة».

  لا سيما البيع والشراء، فقد جاء عنه ÷ الدعاء على المتبايعين بقوله: «لا أربح الله تجارتكما» وكذا إنشاد الضالة، فقد روي عنه ÷ لمن سمعه ينشدها: «لا رد الله عليك ضالتك».

  (إلا الطاعات) فقط، وهي كثيرة كالصوم، والاعتكاف، وقراءة القرآن، والذكر لله تعالى، وقراءة العلم، ونحو ذلك. ينظر لو كانت الطاعة كقراءة العلم تمنع الطاعة الخاصة - يعني: الذي وضعت لها المساجد، وهي الصلاة - هل تجوز أم لا؟ جاء عنه ÷: «لا يشغلن قارئكم مصليكم» فيدل على أن الحق للمصلي في ذلك أولى من القارئ، إلا أنه يقال: لو منع طالب العلم من القراءة إن مَنَع أو شَغَل المصلي مطلقاً لأدى إلى عدم جواز قراءة العلم في المساجد العظام في أكثر الحالات؛ إذ هي


(١) جامع منكث في بلاد يريم. (من الشرح).

(٢) كل النسخ هكذا، ولعله: سمح كما في حواشي الشرح.

(٣) في (ب) و (ج): «أحسن».