(باب الأطعمة والأشربة)
  سقاؤه مغصوب فلا يكون محرماً؛ لأن المستضيء بالنور غير مستعمل لنفس ذلك المغصوب، وإنما اكتسبت أجزاء الهواء النور(١) من أجزاء اللهب فقط، بخلاف الاقتباس - وهو أخذ الجمر - فهو ظاهر(٢)، وكذا الاصطلاء فهو الانتفاع بالحرارة الحاصلة من النار.
  (ويكره) أكل أشياء كراهة تنزيه، وهي خمسة المذكورة في الأزهار:
  الأول: (التراب) فهو مكروه أكله؛ للنهي الشرعي في ذلك، وهو قوله ÷ لزوجته عائشة: «إياك يا حميراء وأكل الطين؛ فإنه يكبر البطن ويعين على قتل النفس» وقد قيل: لئلا يطيق الهرب(٣). وقد يكون أكله محرماً متى علم أو ظن أنه يفضي إلى قتل النفس لعلة فيه.
  (و) الثاني: (الطحال) وقد روي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه: (الطحال لقمة الشيطان). فيكره أن نأكل مما يأكل منه الشيطان.
  (و) الثالث: (الضب) وهو دابة لطيفة الجسم، وقد قيل: إن للذكر منه أنثى(٤)، وللأنثى كذلك في أصل واحد، وأنه يعيش سبعمائة سنة، ولا يشرب بل يكتفي بالنسيم، ويبول في أربعين يوماً قطرة واحدة، ولا يسقط له سن، فتبارك الله أحسن الخالقين!. وقد قال النبي ÷ فيه: «لا آكله ولا أحرمه» فحمل على الكراهة.
  (و) الرابع: (القنفذ) وهي دابة تشبه الفأر، وشعره كالشوك، وهو مكروه.
  (و) الخامس: (الأرنب) لأن النبي ÷ ردها حين رأى في فرجها دماً عندما أهديت إليه. والوبر مقيس عليها في الكراهة، وفي الحل أيضاً؛ لأنه غير مفترس، ولأنه يستجر؛ فأشبه المأكول.
(١) في شرح الأزهار (٨/ ٢٣٠): وأجزاء الهواء اكتسبت من أجزاء النار اللون فقط.
(٢) كذا في المخطوطات.
(٣) كذا في المخطوطات، ولفظ هامش شرح الأزهار (٨/ ٢٣٠): قيل: معنى «ويعين على القتل» أن الذي يعتاده يضعف ويعجز عن الهرب عمن يريد قتله.
(٤) لفظ هامش البيان (٥/ ١٩٦): ومن خصائصه أن له ذكرين وللأنثى فرجين في أصل واحد.