(باب الأطعمة والأشربة)
  ومنها: الأكل مما يليه، إلا في الفاكهة وأكل اللحم فله أن يدير يده يميناً وشمالاً، إلا أن تلحقه مذمة بجولان يده ترك، وكذا لو لحقته مذمة لو أكل من تحته فقط فله بل يجب أن يدير يده، وعلى الجملة يجب عليه أن يتوقى ما فيه المذمة وإن خالف المشروع، وإن كان وحده فالمأثور أن يأكل مما يليه إلى نصف الإناء، وكذا لو كان معه غيره ولا تلحقه مذمة بذلك.
  ومنها: أن يأكل ما تساقط من الطعام إلى الأرض ونحوها وإزالة(١) ما تعلق به؛ لما ورد فيه من الثواب العظيم. و [أن] يمسح يده بعد الفراغ بمنديل، ويقرأ بعد الفراغ سورة الصمد وقريش، وأن يزيل ما بين أسنانه من الخلالة ويرمي به إلى حيث لا يوطأ ولا يأكل منه(٢)، إلا ما حول أسنانه فلا بأس.
  فَرْعٌ: ويستحب تقديم الطعام الشهي؛ لقوله ÷: «من لذَّذ أخاه بما يشتهي كتب الله له ألف ألف حسنة، ورفع له ألف ألف درجة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وأطعمه من ثلاث جنات: جنة الخلد، وجنة الفردوس، وجنة المأوى» وجاء عنه ÷: «أكرموا الخبز؛ فإنه من طيبات الرزق، ولولا الخبز ما عبد الله، ومن أماط كسرة(٣) من الأذى كتب الله له خمسين ألف حسنة، ومحا عنه خمسين ألف سيئة، ورفع له خمسين ألف درجة، فإن رفعها إلى فيه فأكلها بنى الله له بيتاً في الجنة طوله(٤) أربعة فراسخ وعرضه أربعة في ارتفاع أربعة(٥)» وعنه ÷: «إذا قدم إليكم الخبز فكلوه ولا تنتظروا غيره».
  ومن آداب الأكل: أن لا يجمع بين النوى والتمر، تشريفاً للتمر.
  [ومن المندوب أيضاً: ترك الشرب حالة الأكل وبعده حتى يمضي وقت مثل وقت
(١) لفظ البيان (٥/ ١٩٢): بعد إزالة ما علق به منها.
(٢) لفظ البيان: ولا يأكله، إلا ما كان منه حول أسنانه فلا بأس بابتلاعه.
(٣) لفظ الشفاء (٣/ ١٢١) وهامش شرح الأزهار: ومن أصاب كسرة فأماطها عن الأذى.
(٤) في المخطوطات: طولها ... وعرضها. والمثبت من الشفاء وهامش شرح الأزهار.
(٥) في المخطوطات: وعمقها أربعة. والمثبت من الشفاء وهامش شرح الأزهار.