تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب الأطعمة والأشربة)

صفحة 587 - الجزء 5

  الطعام. وأن يلعق⁣(⁣١) الجفنة]⁣(⁣٢). ويندب أن يقدم للضيف ما يكفيهم وزيادة عليه؛ لأن ما دون ذلك يعد لؤماً إذا كان يمكنه بغير تكلف، وأن لا يبطئ عليهم بتقديم الطعام، وإن غاب بعضهم فلا ينتظروا إذا قد حضر الأكثر؛ لقوله ÷: «الانتظار يورث الاصفرار»، ولا يستأذنهم في تقديم الطعام؛ لأن الأمر إليه، ولا يخرج الضيف إلا بإذن المضيف، والخروج مع الضيف إلى باب الدار، وأن يأمرهم بالتأني من الخروج، والإبراد بعد أكل الحار، ولا يستكثر ما فعله لهم، بل يعترف بالتقصير في حقهم، ويكرم أخلاقه إليهم وإن كان أكبر منهم سناً وشأناً وإن كان لا يعرفهم، ويقصد بذلك طلباً للثواب والاقتداء بفعل الأنبياء $، ولا يقصد الرياء والسمعة وطلب الذكر⁣(⁣٣) وطلب المجازاة؛ إذ لو طلب المجازاة لم يحصل له ثواب، وحيث يقصد الرياء والسمعة وحصول الذكر والمدح يعاقب عليه.

  مَسْألَة: والمرفعة التي جرت بها العادة بدعة، وتركها أفضل؛ لأنه أكثر تواضعاً لله، وموافقة لفعل رسول الله ÷، إلا أن تتخذ لعذر كبلاد البراغيث فلا بأس.

  فائدة: نهى رسول الله عن طعام المفاجأة، وعلل بأن الأغلب عدم الرضا، وقد روي عنه ÷ أنه أكل مفاجئاً، وعلل بأنه عرف الرضا؛ لأنه⁣(⁣٤) لو امتنع ÷ [من الأكل] لجرح صدر من دعاه⁣(⁣٥).

  (و) يندب (المأثور في) هيئات (الشرب) منها: التسمية والحمد، عنه ÷ قال: «من شرب وسمى في أوله وتنفس ثلاثة أنفاس وحمد الله ø في آخره - لم يزل ذلك الماء يسبح الله في بطنه حتى يشرب ماء آخر».

  ومنها: الشرب ثلاثة أنفاس كما ورد عنه ÷ ما تقدم.


(١) في المخطوطات: وقت الطعام ويلعق.

(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).

(٣) في البيان (٥/ ١٩٥): وحسن الذكر.

(٤) في الثمرات (٥/ ٨٦) وهامش شرح الأزهار (٨/ ٢٤١): وأنه.

(٥) في الثمرات وهامش شرح الأزهار: من فاجأه.