تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب الأطعمة والأشربة)

صفحة 588 - الجزء 5

  ومنها: أخذ الإناء بيمينه. ومنها: أن يمص الماء مصاً، وعكسه اللبن.

  ومنها: إذا شرب وعنده أحد⁣(⁣١) بدأ بمن عن يمينه حتى يختم أهل المجلس، إلا أن يكون من عن يساره صبيّاً قدمه؛ لما جاء عنه ÷: «من شرب وعنده صبي يريد أن يشرب قطع الله عنقه» وفي بعض الأخبار «جاء يوم [القيامة]⁣(⁣٢) وعنقه مقطوع»، وروي عنه ÷ أنه أتي له بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ، فقال ÷ للغلام: «أتأذن لي أن أعطي هؤلاء الأشياخ؟» فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً. فناوله ÷ ما في يده. ولعل الشرب لا يكره من سؤر⁣(⁣٣) الإبل وقائماً؛ لما روي عن أمير المؤمنين علي # أنه سئل عن ذلك وعن الانتعال في نعل واحد⁣(⁣٤) ففعل ذلك جواباً للسؤال، ثم قال للسائل: (هل قد رأيت؟ فإن كنت بنا تقتدي فقد رأيت [ما فعلنا]).

  (و) يندب أيضاً في الأكل والشرب (ترك المكروهات فيهما) يعني: في الأكل والشرب، فيكره في الأكل الأكل باليسار وأكل الحار؛ لأنها تذهب منه بالبركة، والأكل مضطجعاً أو منبطحاً أو متكئاً على يده على رأس المرفق منها، وقيل: باطن اليسار؛ لأنها أكلة المتكبرين.

  ومنها: الإتكاء على وسادة وراءه أيضاً.

  ومن المكروهات: أكل ذروة الطعام، وذروته أعلاه إن كان منتصباً، وإن كان مستوياً فذروته وسطه؛ لقوله ÷: «البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من جوانبه ولا تأكلوا من وسطه»، ونظر الجليس حال إدخال القمة، وكثرة الكلام حاله؛ لأنه تشبه باليهود، وكثرة السكوت؛ لأنه تشبه بالنصارى؛ والأولى أن يكون التحدث بالمعروف وبذكر الصالحين.


(١) لفظ شرح الأزهار (٨/ ٢٥١): إذا شرب الإنسان وأراد أن يسقي أصحابه فإنه يبدأ.

(٢) ما بين المعقوفين من هامش شرح الأزهار (٨/ ٢٥٢). ومظنن به في (أ).

(٣) في المخطوطات: بسور.

(٤) لفظ هامش شرح الأزهار (٨/ ٢٥١): ومشي الرجل في النعل الواحدة.